في تصريح مفاجئ ومليء بالمعاني والدلالات، نشر الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) رسالة تحمل في طياتها أبعادًا خطيرة تتعلق بحياته وأمنه الشخصي. أشار أبو فاضل إلى أن هناك خططًا لاغتياله من قبل جهات معينة ضمن “المحور” الذي يضم التحالف الشيعي في لبنان، والذي يرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله. ويؤكد أبو فاضل أنه قدم الكثير من التضحيات في سبيل لبنان والإنسانية، إلا أن هذا التحالف لم يعد يولي اهتمامًا لأولئك الذين وقفوا إلى جانبه في أصعب اللحظات.
نداء الاستغاثة للخليج
في رسالته، يوجه جوزيف أبو فاضل نداءً واضحًا ومباشرًا إلى دول الخليج العربي لإنقاذه من التهديدات التي تواجهه. ويشير إلى أن محاولاته لتجميل صورة “المحور” الذي كان يعمل ضمنه باءت بالفشل، مما جعله هدفًا لهجمات وتهديدات من قبل هذا التحالف. يعرب عن قلقه الكبير من هذه التهديدات ويطلب الدعم والمساعدة من الدول الخليجية، خصوصًا في مسألة إخراجه هو وعائلته من لبنان إلى الإمارات أو حتى إلى الولايات المتحدة، حيث يأمل أن يجد الأمن والأمان بعيدًا عن تلك المخاطر.
طلب الحماية من الدولة اللبنانية
لم يقف أبو فاضل عند حدود طلبه الدعم الخارجي فقط، بل توجه أيضًا إلى الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية، مطالبًا بالحماية الكاملة التي تقدم عادةً للشخصيات السياسية والشخصيات العامة الأخرى من مختلف الطوائف والتيارات. ويعبر عن خيبة أمله من تجاهل بعض القوى السياسية له، على الرغم من العلاقات التي كانت تجمعه بهم في الماضي. يبرز في هذا السياق أهمية علاقاته اللبنانية والعربية والإقليمية، والتي يعتبرها عاملاً يمكن أن يسهم في توفير الحماية له في ظل هذه الظروف الخطيرة.
موقفه من الشيعة في لبنان
على الرغم من التوترات والتهديدات التي يواجهها، يصر أبو فاضل على التعبير عن موقفه الإيجابي تجاه الشيعة في لبنان. يوضح في رسالته أن الشيعة ليسوا “جالية إيرانية أو عراقية أو فارسية” بل هم جزء أساسي من نسيج المجتمع اللبناني. ويؤكد على روابطه القوية معهم، سواء كانوا حزبيين أو مستقلين، قائلاً: “أنتم في القلب والعقل والعين وعلى الرأس”. ويرى أن الكرامة اللبنانية لا تتجزأ، وأن أي مساس بأي طائفة أو مجموعة هو مساس بلبنان كله.
دلالات الرسالة
تحمل هذه الرسالة دلالات سياسية واجتماعية عميقة، حيث يعبر أبو فاضل عن حالة من الانقسام والتوتر الداخلي في لبنان، وخاصة بين بعض الشخصيات السياسية التي كانت حتى وقت قريب تعتبر جزءًا من تحالفات قوية مع جهات معينة. الرسالة تسلط الضوء أيضًا على الدور الذي تلعبه التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية، حيث يطلب أبو فاضل بشكل مباشر الدعم من دول الخليج في مواجهة ما يعتبره تهديدًا مباشرًا لحياته.
علاوة على ذلك، تُظهر هذه الرسالة الانقسامات الداخلية داخل “المحور” الذي يضم حزب الله وحركة أمل، حيث يعبر أبو فاضل عن خيبة أمله من عدم تلقيه الدعم من هذه الأطراف رغم ما قدمه لهم. وقد يكون هذا بمثابة إشارة إلى تغير في التحالفات السياسية أو إلى تصاعد التوترات الداخلية بين الفصائل المختلفة في لبنان.