تشير المعلومات التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مصادر غربية إلى أن حزب الله قد وافق على فصل ملف لبنان عن النزاع الدائر في غزة. وحسب هذه المصادر، يبدو أن حزب الله قد حصل على ضوء أخضر من إيران للانسحاب إلى شمال نهر الليطاني، مما يعكس تحولًا في استراتيجيات الحزب وإيران بالمنطقة.
- فصل ملفي لبنان وغزة:
أهمية هذا الفصل: يعتبر فصل ملف لبنان عن غزة تطورًا استراتيجيًا من حزب الله، حيث يعني ذلك الابتعاد عن الانخراط في المعارك أو التصعيد في الجنوب اللبناني بسبب الأحداث في غزة. هذا الفصل ربما يأتي لتجنب التصعيد المباشر مع إسرائيل على الجبهة اللبنانية، وتهدئة الأوضاع الداخلية في لبنان.
رسالة لإسرائيل: بقبول فصل الملفين، قد يكون حزب الله يحاول إرسال رسالة لإسرائيل بأن التوترات في غزة لن تتسبب في إشعال جبهة ثانية في لبنان، مما قد يخفف الضغط على الحزب في ظل الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة التي يواجهها لبنان.
- الضوء الأخضر الإيراني:
دور إيران: إيران، الداعمة الأساسية لحزب الله، قد تكون قد شجعت هذا التوجه لتفادي حرب شاملة على عدة جبهات، خاصة أن طهران تواجه تحديات على مستوى دولي مع استمرار العقوبات الاقتصادية والضغوطات الأميركية.
إيران وحساباتها الإقليمية: يمكن أن يكون هذا القرار جزءًا من استراتيجية إيران لإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة، بحيث تركز أكثر على دعم حلفائها في المناطق ذات الأولوية القصوى بالنسبة لها، مثل سوريا والعراق، فيما تحافظ على توازن أكثر دقة في لبنان.
- الانسحاب إلى شمال الليطاني:
تقليص وجود حزب الله في الجنوب: هذا الانسحاب يعني التراجع من المناطق الحدودية الحساسة، مما يقلل من احتمال حدوث مواجهات مباشرة مع إسرائيل. قد يكون هذا القرار خطوة تكتيكية من الحزب لتجنب استفزازات قد تؤدي إلى حرب شاملة، خاصةً في ظل الوضع الحرج للبنان اقتصاديًا وسياسيًا.
التزام بالقرار 1701: قد يُفسر هذا الانسحاب كخطوة لاحترام القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن بعد حرب 2006، والذي يقضي بإبقاء منطقة جنوب الليطاني خالية من أي قوات غير الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة.
بالموافقة على فصل ملف لبنان عن غزة والتراجع إلى شمال الليطاني، يبدو أن حزب الله يسعى لتجنب صراع مباشر مع إسرائيل قد يكون له عواقب وخيمة على لبنان. هذا التحول في موقف الحزب يعكس مرونة تكتيكية، لكنه قد يُعتبر أيضًا مؤشرًا على نفوذ إيران الكبير في رسم استراتيجيات حلفائها الإقليميين.