خطف عماد امهز من البترون

وكالة أسنا للأخبار ASNA – خطف قيادي بحزب الله من قبل القوات الإسرائيلية الخاصة: ضربة كبيرة للوحدة البحرية وتهديدات متزايدة في البحر المتوسط

في تطور أمني لافت يعكس تزايد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، قامت وحدة الكوماندوز التابعة للبحرية الإسرائيلية “شاييتت-13” في الأول من نوفمبر باعتقال عماد أمهز، أحد كبار قياديي الوحدة البحرية التابعة لحزب الله، في عملية نوعية جرت في منطقة البترون شمال لبنان، على بعد حوالي 40 كيلومترًا شمال بيروت. يأتي هذا الاعتقال ضمن سلسلة من العمليات التي تهدف إلى تقويض قدرات حزب الله، وخاصة وحدته البحرية التي تلعب دورًا متناميًا في تعزيز قدرات الحزب الهجومية والدفاعية في البحر.

أهمية اعتقال عماد أمهز

تمثل هذه العملية خطوة جريئة من الجانب الإسرائيلي، حيث أن تنفيذ عمليات اعتقال من هذا النوع يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة وتخطيطًا محكمًا، ولا يتم إلا في حالات استهداف شخصيات ذات أهمية استخباراتية عالية. وعماد أمهز يعد شخصية مهمة في الوحدة البحرية لحزب الله، مما يجعل اعتقاله بمثابة ضربة قوية قد تؤدي إلى تعطيل أو إضعاف العمليات التي تشرف عليها هذه الوحدة. من المتوقع أن يساهم اعتقال أمهز في توفير معلومات استخباراتية هامة حول أنشطة حزب الله البحرية وخططه المستقبلية، وقد يفتح مجالًا لفهم أعمق لطبيعة هذه الوحدة ودورها في إطار الاستراتيجية العسكرية لحزب الله.

فيديو عملية خطف عماد امهز – وكالة أسنا للأخبار ASNA

الوحدة البحرية لحزب الله: تهديدات متزايدة لأمن إسرائيل البحري

تمتلك الوحدة البحرية لحزب الله إمكانيات وقدرات هجومية تجعلها تشكل تهديدًا مباشرًا على الأنشطة البحرية الإسرائيلية والملاحة في المنطقة، خاصة في ظل التطور المستمر لقدراتها البحرية. تتضمن ترسانة الوحدة البحرية العديد من الأسلحة والمعدات التي تسمح لها بتنفيذ هجمات نوعية، ومنها:

الصواريخ الساحلية: تستخدم الوحدة صواريخ موجهة مضادة للسفن، مما يمكنها من استهداف السفن والبوارج العسكرية في البحر المتوسط.

قوارب غير مأهولة محملة بالمتفجرات: يمكن استخدامها لمهاجمة السفن والبوارج وتدميرها، حيث يتم التحكم بها عن بُعد، مما يجعلها أداة خطيرة في تنفيذ هجمات بحرية.

الغواصات المسيرة وطوربيدات: تستخدم هذه الأدوات المتقدمة في عمليات القتال تحت الماء وزرع الألغام، مما يزيد من تعقيد المواجهة في البحر ويضع تحديات كبيرة أمام الجيش الإسرائيلي.

تساهم هذه الأسلحة في تمكين حزب الله من تنفيذ عمليات هجومية على أهداف بحرية مهمة، سواء كانت أهدافًا إسرائيلية أو حتى أهدافًا مرتبطة بإسرائيل في البحر المتوسط. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للوحدة البحرية لحزب الله أن تلعب دورًا في إعاقة حركة الملاحة والتأثير على الاستقرار البحري في المنطقة.

دور الوحدة البحرية في تهريب الأسلحة عبر “الممر الإيراني”

تشير بعض التقارير إلى أن الوحدة البحرية لحزب الله قد تكون متورطة في تهريب الأسلحة عبر البحر، وذلك باستخدام ما يعرف بـ “الممر الإيراني” الذي يمتد عبر الخليج العربي باتجاه البحر المتوسط. يمتلك حزب الله خبرة واسعة في تهريب الأسلحة، وقد استفاد في ذلك من الدعم الإيراني لتعزيز قدراته العسكرية. من المحتمل أن يتم تهريب الأسلحة عبر سفن مدنية أو قوارب صغيرة تكون مجهزة للتخفي وتجنب الرقابة الأمنية.

يشكل هذا النشاط تهديدًا كبيرًا لأمن إسرائيل، حيث يمكن أن يصل تهريب أسلحة متطورة إلى حزب الله عبر هذا الطريق، مما يعزز من قدرات الحزب ويزيد من فرص التصعيد العسكري بين الطرفين. إن تعطيل شبكة تهريب الأسلحة البحرية سيكون جزءًا أساسيًا من استراتيجية إسرائيل لمواجهة التهديدات المتزايدة التي يمثلها حزب الله على حدودها الشمالية.

انعكاسات الاعتقال على الصراع بين إسرائيل وحزب الله

يشكل اعتقال أمهز نقطة تحول في الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله، خاصة على الصعيد البحري. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاعتقال إلى تعطيل عمليات الوحدة البحرية لحزب الله على المدى القصير، كما أنه قد يساهم في توفير معلومات استخباراتية قيّمة تساعد إسرائيل في التحضير لمواجهة أفضل ضد تكتيكات حزب الله في البحر.

ومع ذلك، فإن هذا الاعتقال قد يدفع حزب الله إلى التفكير في تعزيز ردوده البحرية ضد إسرائيل في محاولة لإظهار قدرته على المقاومة والرد على عمليات إسرائيل الاستباقية. ويظل من المحتمل أن يؤدي هذا الاعتقال إلى مزيد من التصعيد البحري بين الطرفين، خاصة إذا ما لجأت الوحدة البحرية لحزب الله إلى استهداف السفن الإسرائيلية أو تعطيل حركة الملاحة في المنطقة كنوع من الرد الانتقامي.

تؤكد عملية اعتقال عماد أمهز على استمرار الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى شلّ قدرات حزب الله البحرية، وتقليل التهديدات التي قد تتعرض لها السفن والبوارج الإسرائيلية في البحر المتوسط. ومع ذلك، فإن هذه العملية قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة، مما يجعل التوصل إلى حل سياسي أكثر صعوبة، حيث تبقى المنطقة عرضة لاحتمالات التصعيد العسكري المفتوح بين الطرفين.

Join Whatsapp