رعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير السياحة وليد نصار “احتفالية درب الزيتون” التي دعت إليها بلدية بشعله في قضاء البترون، لمناسبة عضوية لبنان في الاتفاقية الجزئية الموسعة على الطرق الثقافية لمجلس أوروبا وضمن برنامج احتفال منتدى الحوار الأورو – متوسطي بين الثقافات.
حضر الى نصار، النائب جبران باسيل، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، مدير مركز لويس قرداحي مستشار نصار الدكتور رشيد شمعون، المدير التنفيذي لمجلس أوروبا ستيفانو دومينيوني، الأمينة العامة لمجلس ادارة طريق شجرة الزيتون الدكتورة مارينللا كاتسيلييري، رئيس بلدية بشعله رشيد جعجع ورؤساء بلديات ومختارون وفاعليات وعدد من أهالي بشعله والجوار.
استهلت الاحتفالية بزيارة لبستان زيتون بشعله المعمر حيث التقطت الصور التذكارية وتوجه الجميع الى درب الزيتون لزراعة شجرة للمناسبة ثم إلى مبنى البلدية.
بعد النشيد الوطني، قدم الاحتفال حنا جعجع، ثم عرض فيلم مصور عن زيتون بشعله المعمر، وكانت كلمة لرئيس البلدية شكر فيها “اللفتة الكريمة من نصار والقيمين على الاحتفال. وقال: “من هنا وقبل أن ينشروا الأبجدية، أجدادنا الفينيقيون نشروا زراعة شجرة الزيتون على دول حوض البحر المتوسط ومنها للعالم. وتماما كما حمامة نوح حملت غصن زيتون بشعله وبشرت بهدوء العاصفة، نحن ومن إرث هذه الزيتونات وإرث ضيعتنا الغنية بمعالمها السياحية نحمل بشارة للعالم بوطن اسمه لبنان وطن الحوار والثقافة وملتقى الحضارات”.
وختم: “ضم درب زيتون بشعله للطرق الثقافية لمجلس اوروبا مهم جدا ويضعنا أمام مسؤولية جديدة للتعاون مع جميع الجمعيات والمؤسسات في الضيعة وأهمها جمعية دروب بشعله للمحافظة أولا على إرثنا الثقافي ولنشره وتعريفه على الدول الأوروبية والعالمية من خلال برامج سياحية مستدامة ضمن خطة وزارة السياحة لتنمية القطاع السياحي في لبنان”.
لحود
أما لحود فأشار الى أن “الأونيسكو حددت 26 تشرين الثاني اليوم العالمي للزيتون وزيت الزيتون، وتم الاتفاق مع المديرة العامة للمنظمة لتخصيص أسبوع للزيتون وزيت الزيتون في لبنان بين 19 و29 تشرين الثاني المقبل بالتزامن مع اليوم العالمي، وسيشمل هذا الأسبوع كل الأراضي، على أن يكون ختامه في بشعله، وذلك بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة وغيرها من الوزارات المعنية”.
ولفت الى أن “النائب جبران باسيل عندما كان وزيرا للخارجية استطاع أن يوصل المنتجات اللبنانية الى مختلف دول العالم وفي مقدمها النبيذ ومنتجات المونة”، وشكر نصار الذي تعاون معه في موضوع سياحة النبيذ، داعيا اللبنانيين في دول الانتشار الى “دعم أهلهم وذويهم في لبنان في تسويق الزيتون وزيت الزيتون، لأن التكامل والتفاعل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب يساهمان في تطوير هذه الزراعة أكثر فأكثر”.
وتطرق الى موضوع التحريج، فأشار الى أن “محاضر الضبط تنظم بحق الذين يقطعون الاشجار، لكن القضاء لا يصدر أحكاما فيها”، داعيا القضاء الى “الإسراع بإصدار الأحكام والتشدد في ضبط المخالفات وردع المخالفين”، كاشفا أن “وزارة الزراعة تنظم محاضر ضبط يوميا لكنها تنام للأسف في الأدراج، وفي حال صدور بعض الاحكام فتكون مخففة وتشجع أكثر على قطع الاشجار”.
وناشد القضاء “المساعدة في حماية الثروة الحرجية لأن وزارة الزراعة عاجزة عن العمل بمفردها”. وشدد على “دور البلديات وهيئات المجتمع المدني والأهلي في هذا الشأن”.
وفي ملف الصيدليات الزراعية، أوضح أن “سمعة الانتاج الوطني تتأثر بالمخالفات التي تحصل”، آملا “تعاون الأجهزة الأمنية والعسكرية لضبط المخالفات في هذه الصيدليات ووقف التهريب الذي يضر بسمعة لبنان وصورته في الخارج”.
كاتسيلييري
وشكرت كاتسيلييري لبلدية بشعله “حسن الضيافة والترحيب”، ونوهت بالمشاركة في الاحتفالية، وهنأت بشعله وبلديتها وأهلها بإطلاق درب الزيتون.
نصار
وألقى وزير السياحة كلمة قال فيها: “شرفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فكلفي بتمثيله في هذا الاحتفال وحملني اليكم كل التمنيات بأعياد مجيدة للجميع. إنها الزيارة الثانية لبشعله بعد أن كنا اتفقنا في زيارتنا الأولى ورئيس البلدية على افتتاح مكتب استعلامات سياحية في بشعله. نحن مؤمنون باللامركزية الادارية المالية الموسعة ونحن في وزارة السياحة قررنا البدء بتطبيق اللامركزية الادارية في وزارة السياحة عبر افتتاح حوالى 40 مكتبا في كل لبنان، وحتى اليوم قمنا بافتتاح 12 مكتبا من ضمنهم مكتب بشعله. ودور هذه المكاتب تسهيل المعاملات الادارية الخاصة بالمؤسسات السياحية بالاضافة الى تقديم الخدمات اللازمة المتعلقة بالسياحة”.
أضاف: “وزارة السياحة أصبحت من الوزارات السيادية الى جانب وزارات البيئة والثقافة والزراعة، لأن الاقتصاد الريعي قضى على اقتصادنا الوطني بعد 30 سنة، وعملية الانتقال الى الاقتصاد المنتج تتطلب عملا وجهدا ووقتا، علما بأن الأعمدة الأربعة الاساسية للدولة هي القطاعات المنتجة والخدماتية، وهكذا فالوزارات الأربعة التي ذكرتها تعمل بشراكة حقيقية في تنفيذ المشاريع”.
وتابع: “احتفالنا اليوم لمناسبة عضوية لبنان في الاتفاقية الجزئية الموسعة على الطرق الثقافية لمجلس أوروبا، وهذا الموضوع من الأهمية بمكان لأننا ربطنا لبنان ب 34 بلدا أوروبيا، مما يعني أن للبنان مقومات سياحية وإنتاجية مهمة. هذا المشروع تم بالشراكة مع وزارة الثقافة، وهنا لا بد من شكر مجلس الوزراء وفخامة الرئيس تسهيل صدور المرسوم. وفي إطار تعزيز وتنشيط السياحة الداخلية والريفية”.
وقال: “بعد زيارة قمنا بها لبلدة حردين وجولة على معالمها الدينية وهي التي تحتضن أكثر من 30 مزارا ومعلما دينيا، نعلن اليوم وفي حضور رئيسة بلدية حردين ـ بيت كساب رمزا عساف استعدادنا لمساعدة هذه البلدة للاشتراك في المنافسة على لقب أجمل بلدة للسياحة الدينية في لبنان”.
أضاف: “نحن على أبواب الاستحقاق الانتخابي وفي الوضع الاقتصادي الذي نعيشه، إن عدم اعتماد الميغاسنتر من الحكومة كلف لبنان عدم تمكن 600 الف مقترع من الاقتراع في أماكن سكنهم، مما قد يؤدي الى خفض نسبة الاقتراع أو خضوع الناخبين لرشوة انتخابية”.
وعن انتخاب المغتربين وآلية تسجيلهم في أوستراليا والبلبلة في موضوع تحديد مراكز الاقتراع قال:”اليوم هناك كتلة سياسية في المجلس تقدمت باقتراح لطرح الثقة بوزير الخارجية، من هنا أقول إن من يريد أن يطرح الثقة بوزير الخارجية عليه ان يطرح الثقة بكل الحكومة لأننا وزراء نعمل يدا واحدة، ووزير خارجيتنا سيرته الذاتية معروفة منذ وجوده في الولايات المتحدة الاميركية. بكل موضوعية نعلن اعتراضنا على طرح الثقة، وما حصل هو نتيجة عدم اقرار الميغاسنتر، وهذا ينطبق على عملية الاقتراع في لبنان ايضا لأن هناك مواطنين سيتكبدون المصاريف ومشقة الانتقال من أماكن بعيدة للتصويت في المراكز المحددة لهم. هناك ملفان اصلاحيان كان من الضروري اقرارهما هما البطاقة الإلكترونية والميغاسنتر ونحن وزراء إصلاحيون، وعندما نسعى لتنفيذ خطوات إصلاحية ويحول قرار سياسي دون ذلك سنقول بصوت عال “ما خلونا” وصحيح أنهم ما خلونا”.
وعن زيارة البابا فرنسيس لبنان ختم: “بما أنني مكلف برئاسة اللجنة العليا لتنظيم الزيارة، من هنا من بشعله، أدعو الجميع للانضمام الى خلية لجان التنظيم للزيارة الوطنية والتاريخية لإنجاحها، على أمل أن تحمل كل المحبة والسلام والاستقرار والأمان للبنان، ونتمنى أن يتخلل الزيارة عقد طاولة حوار برعاية الحبر الاعظم”.
دوما
وزار نصار بلدة دوما حيث كان في استقباله رئيس بلديتها أسد عيسى ورؤساء جمعيات وأندية وفاعليات وأهال.
ونوه بالبلدة ومعالمها وسوقها القديمة، ووعد بإيلائها الاهتمام السياحي.
البترون
بعد ذلك توجه إلى مدينة البترون وكانت محطة في البلدية في حضور رئيس اتحاد بلديات المنطقة رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك وأعضاء المجلس البلدي.
وكانت جولة في الأسواق القديمة والمعالم السياحية والدينية والاثرية. واختتمت الجولة بعشاء في بيت المغترب في حضور باسيل والحرك ومدعوين.
وألقى نصار كلمة قال فيها: “في مؤتمرنا هذا لمنتدى المؤتمر الاورو – المتوسطي لحوار الحضارات، بعد النجاح الملموس للمؤتمر السياحي الأول لمدينة البترون والقضاء، نود أن نتوجه بالشكر والتقدير لكل من شارك باعداده من ضمن خطة الوزارة للسياحة المستدامة في جميع المدن والاقضية. ويسرنا ان نعلمكم بالمؤتمر المقبل “رؤية للسياحة المستدامة لمدينة وقضاء البترون” أواخر شهر أيار. ويهدف إلى الاطلاع على الموارد الإنسانية والثقافية والتراثية والطبيعية والسياحية سعيا لوضع خطة متكاملة للتطوير السياحي المستدام تعتمد كخريطة طريق للتطلعات والمشاريع بمشاركة القطاع السياحي عموما، عبر تبادل الخبرات والتجارب في خدمة برنامج عمل عصري متطور يتماشى مع متطلبات تطور القطاع السياحي وحاجات السائح المحلي والأجنبي.