زيارة الوفد السعودي وهوكستين إلى لبنان: محاور متشابكة على أعتاب استحقاقات حاسمة

زيارة الوفد السعودي وهوكستين إلى لبنان: محاور متشابكة على أعتاب استحقاقات حاسمة

يشهد لبنان مرحلة سياسية وأمنية معقدة تزامنًا مع اقتراب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 يناير 2025. وتأتي زيارة الوفد السعودي بقيادة الأمير يزيد بن فرحان وزيارة الوسيط الأميركي آموس هوكستين لتسلط الضوء على التحولات الإقليمية والمحلية التي قد تعيد تشكيل المشهد السياسي اللبناني.

دعم سعودي لقائد الجيش العماد جوزيف عون

غادر الوفد السعودي لبنان بعدما أبدى دعمًا واضحًا للعماد جوزيف عون كمرشح رئاسي محتمل، ما أحدث تغييرًا في الحسابات السياسية. فقد أشارت مصادر إلى أن الجولة السعودية دفعت باسمه إلى الواجهة، رغم تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن تعديل الدستور المطلوب لانتخاب عون ما زال غير متاح.

وأوضحت مصادر سياسية أن طرح عون كمرشح يدفع الكتل النيابية نحو مواجهة انتخابية مباشرة، وهو ما يتعارض مع رغبة الرئيس بري، الذي يفضل توافقًا على مرشح بدلاً من الذهاب إلى معركة انتخابية قد تعمق الانقسامات.

زيارة هوكستين والتطورات الحدودية

من جهة أخرى، ركزت زيارة آموس هوكستين على متابعة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والتأكد من التزام الطرفين بالجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وفق القرار 1701. إلا أن التلويح الإسرائيلي بتمديد الهدنة وتأخير الانسحاب أثار مخاوف لبنانية من تجدد التوتر مع “حزب الله”.

هوكستين، الذي زار الناقورة للإشراف على تنفيذ الاتفاق، اختتم زيارته بلقاء الرئيس بري لمناقشة الاستعدادات اللبنانية والإسرائيلية للانسحاب. وقد أشارت مصادر إلى أن الجيش اللبناني أكد جاهزيته للانتشار في الجنوب بمؤازرة قوات “يونيفيل”، وسط تحفظ إسرائيلي يتعلق بوجود ترسانة عسكرية لـ”حزب الله” في المنطقة.

التحديات المزدوجة: رئاسة الجمهورية والأوضاع الأمنية

تزامنًا مع هذا الحراك، تزداد الضغوط السياسية مع اقتراب موعد جلسة انتخاب الرئيس. فالخلافات المستمرة بين الكتل السياسية قد تجعل التوافق على اسم مرشح وحيد أمرًا صعبًا. وبينما يطرح البعض اسم العماد عون كمرشح توافقي، تبرز معوقات دستورية وسياسية قد تؤخر الحسم.

على الجانب الأمني، فإن التوتر المستمر في الجنوب يضع لبنان في مواجهة معقدة. إذ يثير التمديد المحتمل للهدنة تساؤلات حول نوايا إسرائيل الحقيقية، وسط مزاعمها بتدمير بنى تحتية عسكرية للحزب واكتشافها أنفاقًا جديدة. في المقابل، تُطرح شكوك حول قدرة الجيش اللبناني على السيطرة الكاملة على المنطقة بدعم “يونيفيل”، في ظل المطالب الدولية بفرض سلطة الدولة على كامل الأراضي.

آفاق المرحلة المقبلة

في ظل هذه التطورات، يبدو لبنان أمام مفترق طرق حاسم. فالتحركات الإقليمية والدولية، بدءًا بالدعم السعودي وانتهاءً بدور الوسيط الأميركي، قد تسهم في توجيه المسار السياسي والأمني. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه الجهود مرهونًا بتجاوز الخلافات الداخلية وقدرة الأطراف اللبنانية على الاتفاق على خارطة طريق واضحة، سواء بشأن الرئاسة أو الأمن.

Join Whatsapp