في بيان صادر عن رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، أدان الحريري بشدة عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، واعتبر أن هذا الحدث الجلل قد أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة جديدة من العنف والتوتر. وقد وصف الحريري هذه العملية بأنها “عمل جبان”، مؤكداً على رفضه المطلق لأسلوب الاغتيال كبديل عن السياسة، مشيراً إلى أنه سبق ودفع الثمن غاليًا من حياته الخاصة بفقدان أحبة في اغتيالات سياسية مشابهة، في إشارة إلى والده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.
الاغتيال وتصاعد العنف
أكد الحريري أن اغتيال السيد حسن نصر الله يشكل تحولًا خطيرًا في مسار الأحداث في لبنان والمنطقة ككل. هذا العمل الجبان، كما وصفه، لا يخدم إلا مصلحة من يسعى إلى إشعال نار الفتنة والعنف في البلاد. فالحريري، الذي عاش تجربة الاغتيال السياسي من خلال فقدان والده رفيق الحريري، يدرك تماماً خطورة انزلاق لبنان إلى دوامة العنف المستمرة.
الاختلافات مع حزب الله والعلاقة مع نصر الله
رغم الاختلافات الكبيرة والمستمرة بين الحريري وحزب الله، أقر الحريري بأنه، رغم التباين في الرؤى، كان لبنان دائمًا هو الخيمة التي تجمع الجميع. وشدد على أن اللقاءات القليلة التي جمعته بالسيد حسن نصر الله كانت تتركز على مصلحة الوطن، مشيرًا إلى أن هذه الاختلافات لم تكن تعني القطيعة المطلقة بل كانت هناك نقاط توافق قليلة، أساسها لبنان كوطن للجميع.
وحدة لبنان فوق كل اعتبار
في بيان الحريري، تبرز دعوة قوية للوحدة الوطنية، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان. فقد أكد أن وحدة اللبنانيين هي الضمانة الوحيدة للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد. كما أشار إلى أن لبنان يجب أن يبقى فوق الأحزاب والطوائف والمصالح الشخصية، مؤكدًا أن الأولوية يجب أن تكون لتخفيف معاناة الشعب اللبناني بكل أطيافه ومناطقه.
الحريري شدد على أن هذه اللحظة الحرجة تتطلب من الجميع التعالي على الخلافات والتصرف بحس وطني جامع. في رأيه، لا يمكن للبنان أن يستمر كوطن للجميع إلا إذا اتحد اللبنانيون خلف هدف واحد، وهو حماية البلاد وتخفيف معاناة الشعب.
التضامن الوطني كضرورة
ختامًا، دعا الحريري جميع الأطراف السياسية والفئات المختلفة إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية، والتعالي عن الأنانيات والمصالح الفئوية من أجل إنقاذ لبنان من أزماته المتعددة. وقد شدد على أن الوصول بلبنان إلى “شاطئ الأمان” لن يتحقق إلا من خلال التضامن والعمل المشترك بعيداً عن المناكفات السياسية والطائفية.
هذه الكلمات جاءت في وقت حرج يمر فيه لبنان بأزمات متعددة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني. ورغم الاختلافات الكبيرة التي كانت قائمة بين الحريري وحزب الله، فإن دعوة الحريري إلى الوحدة والتضامن تعكس أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات الكبرى التي تهدد مستقبل البلاد.