زيارة هوكستين لبري

تحليل المشهد السياسي والعسكري: التطورات الإقليمية والدولية بين لبنان، إسرائيل، والولايات المتحدة

وكالة أسنا للأخبار ASNA – تشهد الساحة الإقليمية والدولية تطورات متسارعة تتعلق بلبنان وإسرائيل، في ظل تصعيد ميداني ومفاوضات دبلوماسية مكثفة. وفي الوقت ذاته، تنعكس أصداء هذه الأحداث على السياسات الدولية، خصوصاً في ظل التوتر بين القوى العظمى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة.

لبنان وإسرائيل: المفاوضات والميدان

أصبحت زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكستين محوراً مهماً في المشهد اللبناني-الإسرائيلي. وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، فإن زيارته لتل أبيب تعتمد على التطورات في لبنان، ما يعكس حالة من الترقب الحذر. الخارجية الأميركية أكدت تحقيق تقدم في محادثات وقف إطلاق النار في لبنان، مشيرةً إلى إمكانية التوصل لاتفاق يتطلب التزاماً من الطرفين.

من جهة أخرى، تسعى الولايات المتحدة لتطبيق كامل للقرار الأممي 1701، الذي يهدف إلى الحفاظ على السلام على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. ومع ذلك، تبرز “عقدة الخلاف” المتعلقة بحرية إسرائيل في التحرك حال انتهاك الهدنة، وهو ما قد يعرقل أي اتفاق طويل الأمد.

وفي خطوة إضافية، يسعى لبنان لضم مصر والأردن إلى آلية مراقبة الاتفاق، ما يعكس رغبة بيروت في إشراك أطراف إقليمية لضمان توازن المراقبة. إلا أن هذا الطرح يواجه حاجة لموافقة تل أبيب وواشنطن، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

الصراعات الإقليمية والدولية

على الصعيد الدولي، يستمر تصاعد التوتر في أوكرانيا، حيث أبدت الأمم المتحدة قلقها من احتمال تصعيد الحرب. البنتاغون من جانبه أكد أنه على علم بتحديث روسيا لعقيدتها النووية، لكنه أشار إلى عدم وجود مؤشرات على استعداد موسكو لاستخدام سلاح نووي داخل أوكرانيا.

من جانب آخر، أعلنت الولايات المتحدة عن صفقة بيع محتملة لأنظمة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار، ما يعكس استمرار دعمها لكييف رغم تصريحاتها بأنها ليست في حالة حرب مع روسيا.

وفي منطقة الشرق الأوسط، غادرت حاملة الطائرات الأميركية “أبراهام لينكولن” المنطقة، في خطوة قد تشير إلى إعادة ترتيب الأولويات العسكرية الأميركية. إلا أن الجيش الأميركي حذّر من تأثير الصراعات في الشرق الأوسط وأوروبا على مخزونات الدفاع الجوي الأميركية، مما يعكس تحدياً لوجستياً يهدد جاهزية القوات الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، حيث تواجه الصين تهديداً متصاعداً.

الدور الصيني وتصاعد التوترات في آسيا

أصبحت منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأكثر إلحاحاً بالنسبة للجيش الأميركي، حيث تشكل الصين تهديداً متزايداً. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدد خلال قمة العشرين على دور الصين المهم في تجنب التصعيد النووي، مما يبرز أهمية التعاون الدولي لاحتواء التوترات.

الملف الإيراني: تصعيد محتمل

في إيران، تزايدت التوترات مع الغرب، خصوصاً بعد فرض عقوبات بريطانية على شركة الملاحة البحرية الإيرانية. وزارة الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال البريطاني احتجاجاً، وأشارت مصادر إيرانية إلى أن اتخاذ إجراءات ضد إيران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيدفع طهران لتفعيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

تتداخل الأحداث السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا لتشكل لوحة معقدة من التحديات. المفاوضات حول وقف إطلاق النار في لبنان تمثل اختباراً حقيقياً للإرادة الدولية والإقليمية للحفاظ على الاستقرار. ومع تصاعد التوترات العالمية، يتطلب المشهد جهوداً دبلوماسية مكثفة لمنع انزلاق العالم نحو أزمات أعمق.

Join Whatsapp