مئات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون جنوب لبنان تحت حماية الجيش الإسرائيلي

مئات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون جنوب لبنان تحت حماية الجيش الإسرائيلي

في تصعيد خطير جديد لانتهاك السيادة اللبنانية، اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، برفقة قوات الاحتلال، موقعًا دينيًا في جنوب لبنان، في حادثة تُضاف إلى سلسلة الاعتداءات المستمرة التي تستهدف الأراضي اللبنانية.

اقتحام مدبر بحماية الجيش الإسرائيلي

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن “مئات من اليهود الحاسيديم وصلوا في ساعات الصباح الباكر لأداء صلوات الفجر عند قبر الحاخام آشي للمرة الأولى”، مضيفة أنهم دخلوا المنطقة “بإذن من الجيش الإسرائيلي وتحت حمايته”.

الموقع المستهدف، المعروف باسم “مقام الخدم”، يقع في أطراف بلدة حولا في الجنوب اللبناني، حيث زعمت الجماعات الإسرائيلية أنه يعود للحاخام آشي، أحد أبرز علماء التلمود في التاريخ اليهودي. من جانبها، أكدت الوكالة الوطنية للإعلام (NNA) أن هذا الاقتحام جرى تحت غطاء “زيارة دينية”، من تنظيم قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتظهر لقطات متداولة على الإنترنت جموعًا من المستوطنين تتجمع حول المقام، في مشهد يعكس انتهاكًا صارخًا لسيادة لبنان، وسط تواطؤ من سلطات الاحتلال في تسهيل هذه التوغلات غير المشروعة.

استمرار الانتهاكات الإسرائيلية

يأتي هذا التصعيد في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي خروقاته للأراضي اللبنانية، حيث لا تزال قواته متمركزة في خمس مواقع جنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي نصّ على انسحاب كامل القوات بحلول 18 فبراير.

وفقًا للمصادر الرسمية اللبنانية، شهد الجنوب أكثر من 1,000 خرق إسرائيلي منذ تنفيذ وقف إطلاق النار الهش في 27 نوفمبر، أسفرت عن استشهاد 84 شخصًا وإصابة أكثر من 280 آخرين.

اعتداءات متواصلة وقتلى وجرحى في الجنوب

لم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على اقتحام المواقع الدينية، فقد أفادت الوكالة الوطنية للإعلام يوم الخميس عن إصابة عدد من المدنيين في منطقة مرجعيون إثر إطلاق جنود الاحتلال النار على أشخاص كانوا يجمعون الخردة، مما أدى إلى نقل بعضهم إلى المستشفى للعلاج.

وفي بيان شديد اللهجة، حذّر الجيش اللبناني من أن استمرار هذه الاعتداءات “يهدد استقرار لبنان ويؤثر سلبًا على الاستقرار الإقليمي، في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار”. وأضاف البيان أن “العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على السيادة اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا، بما في ذلك استهداف المدنيين في الجنوب والبقاع، واحتلاله المستمر للأراضي اللبنانية”.

بين لبنان والضفة الغربية.. سياسة تهويدية ممنهجة

يُذكر أن هذا الاقتحام يأتي بعد غارة ليلية شنها المستوطنون على قبر يوسف في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وهو موقع ديني تتنازع عليه الروايات الفلسطينية والإسرائيلية. وسبق أن شهدت المنطقة اقتحامات شهرية قبل الحرب على غزة، غالبًا ما كانت تؤدي إلى سقوط شهداء فلسطينيين على يد قوات الاحتلال.

يؤكد هذا المشهد أن الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في سياسة فرض الوقائع على الأرض، سواء في فلسطين أو لبنان، مستخدمًا الدين كذريعة لاستباحة الأراضي وانتهاك السيادة، في تحدٍّ صارخ للقوانين والاتفاقات الدولية.

Join Whatsapp