قوة الرضوان حزب الله

فرقة الرضوان التابعة لحزب الله: قوة النخبة وعملياتها النوعية

وكالة اسنا للأخبار – فرقة الرضوان، المعروفة أيضًا باسم قوة الحاج رضوان، هي إحدى وحدات النخبة الأكثر تقدماً في حزب الله. تأسست هذه الفرقة بعد حرب تموز عام 2006 على يد القائد العسكري الراحل عماد مغنية، المعروف بلقب الحاج رضوان، الذي أُطلق اسمه على الفرقة بعد اغتياله في عام 2008. تتمتع هذه القوة بقدرات عسكرية متقدمة وتكتيكات قتالية خاصة، ما يجعلها من أكثر الوحدات تأثيرًا في صفوف حزب الله.

تكوين الفرقة وتدريبها:
تضم فرقة الرضوان ما يقارب 3000 مقاتل، يتلقون تدريبات متقدمة تختلف عن تدريبات الوحدات العسكرية الأخرى داخل حزب الله. وفقًا لتقرير من “بي بي سي نيوز عربي”، تتكوّن الفرقة من مجموعة سرايا، يتراوح عدد المقاتلين في كل سرية بين 80 إلى 100 عنصر. يخضع هؤلاء المقاتلون لتدريبات قاسية داخل لبنان وخارجه، حيث يتعلمون استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة، حتى تلك التي لا يستخدمها حزب الله بشكل تقليدي.

يقول مصدر مطلع إن الوحدة تضم “كبار المقاتلين الذين خضعوا لتدريبات متقدمة في ظروف قتال مختلفة”. تتطلب هذه التدريبات قدرات جسدية وعقلية عالية، بالإضافة إلى اختبار مدى ولاء المقاتلين للفرقة.

المهام والعمليات:
تتمثل المهمة الرئيسية لفرقة الرضوان في التسلل إلى إسرائيل، مع إيلاء اهتمام خاص بالجليل وشمال إسرائيل. هذه الوحدة كانت وراء عدد من العمليات البارزة، مثل اختطاف الجنديين الإسرائيليين إيهود غولدفاسر وإلداد ريجيف عام 2006، وهي العملية التي أدت إلى اندلاع حرب لبنان الثانية. إضافةً إلى ذلك، قامت فرقة الرضوان بتنفيذ عمليات داخل الأراضي السورية لدعم النظام السوري، حيث اكتسبت خبرة قتالية كبيرة في معارك مثل القصير والقلمون.

في 1 يناير 2023، نشرت وحدة المعلومات القتالية التابعة لحزب الله فيديو يحاكي تسلل مقاتلي فرقة الرضوان إلى إسرائيل عن طريق تفجير جزء من الجدار الإسمنتي. تبع ذلك مناورة عسكرية في مايو 2023، حيث تم عرض عملية اقتحام ومحاكاة لهجمات باستخدام الطائرات المسيّرة. أكدت هذه التدريبات على جاهزية الفرقة لتنفيذ عمليات معقدة في حال اندلاع مواجهة مع إسرائيل.

أبرز القياديين:
بعد اغتيال عماد مغنية، برزت عدة أسماء في قيادة فرقة الرضوان. من بينهم إبراهيم عقيل، الذي اغتيل مؤخرًا في ضربة إسرائيلية. كان عقيل رئيس إدارة العمليات في الحزب وقائدًا بارزًا لفرقة الرضوان خلفًا لفؤاد شكر، الذي اغتيل سابقًا. عقيل لعب دورًا مهمًا في التخطيط للعمليات النوعية التي قامت بها الفرقة ضد إسرائيل.

من القيادات الأخرى أبو علي الطبطبائي، الذي حاولت إسرائيل اغتياله عام 2015 في غارة استهدفت سيارتين تابعتين لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية، إلا أن العملية لم تحقق هدفها. يعد الطبطبائي أحد القيادات الأكثر غموضًا وتأثيرًا داخل الحزب، ويُعتقد أن له دوراً كبيراً في التخطيط لعمليات تسلل إلى داخل إسرائيل.

حرب الاغتيالات والاختراقات الاستخبارية:
في ظل تصاعد حدة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، أصبحت حرب الاغتيالات جزءًا لا يتجزأ من المشهد. اغتيال إبراهيم عقيل يُعد آخر مثال على ذلك، إذ كان هدفًا لغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت. تشير مصادر إسرائيلية إلى أن هذا الاغتيال دليل على عمق الاختراق الاستخباراتي داخل صفوف الحزب، خاصة في الوحدات النخبوية مثل فرقة الرضوان.

تُعتبر فرقة الرضوان قوة استراتيجية بالغة الأهمية لحزب الله، حيث تُكلف بمهام لا تستطيع الوحدات الأخرى القيام بها. تُعد هذه الوحدة من أبرز التحديات التي تواجه إسرائيل في حال اندلاع مواجهة عسكرية شاملة، وذلك نظرًا لتدريبها المكثف وخبرتها القتالية التي اكتسبتها في سوريا، فضلًا عن قدراتها التخطيطية والتنفيذية في تنفيذ عمليات معقدة داخل إسرائيل وخارجها.

Join Whatsapp