شهدت بيروت والمناطق المحيطة بها ليلة الأحد تصعيدًا كبيرًا تمثل في سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في لبنان. وفقًا لمصادر إعلامية، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مواقع متعددة في بعلبك، الهرمل، وبلدة علي النهري شرق البلاد، إضافة إلى غارات على بلدتي كفرا وياطر جنوبًا. كما طالت الهجمات العاصمة بيروت، حيث تعرضت الضاحية الجنوبية وحدها لأكثر من 11 غارة.
الهجمات استهدفت بشكل أساسي فروع “جمعية القرض الحسن”، التي تأسست في عام 1982 وتعد أحد أهم الأذرع المالية لـ “حزب الله”. هذه الغارات تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تقويض الاقتصاد الذي يدعم أنشطة الحزب، إذ يرى بعض الخبراء أن الهدف من هذه الضربات هو إضعاف الثقة بين الحزب والشعب اللبناني، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
بالتوازي مع هذا التصعيد، أصدرت إيران تحذيرات صارمة على لسان مصدر عسكري، مؤكدة أن أي استهداف لمواقعها العسكرية سيواجه برد أكبر مما يتوقعه الإسرائيليون، مشيرة إلى أن الهجوم على منشآتها النووية سيدفعها لإعادة تقييم سياساتها النووية بشكل كامل.
في هذا السياق، صرّح رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن الحل الوحيد يجب أن يكون دبلوماسيًا، مشيرًا إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي ينص على تعزيز الاستقرار في جنوب لبنان. كما دعا إلى إدخال الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني لتجنب المزيد من التصعيد والدمار.
الهجمات على جمعية القرض الحسن تواصلت ليلًا، مستهدفة فروعًا في مناطق بعلبك، النبطية، الهرمل، وعلي النهري. يُنظر إلى هذه الجمعية على أنها جزء حيوي من الدعم المالي للحزب، ما جعلها هدفًا مستمرًا للعقوبات الأمريكية والإسرائيلية، التي تتهم الجمعية بنقل أموال غير شرعية لدعم أنشطة الحزب.