في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، تزايدت التصريحات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى تدخلات دولية وإقليمية تتعلق بالأزمة المتفاقمة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في عدة تصريحات حديثة أن إسرائيل تواجه تهديدات مباشرة من إيران، متهمًا إياها بأنها تقف خلف جميع الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل من عدة جبهات تشمل غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق.
نتنياهو أكد أن إيران شنت هجمات بالصواريخ الباليستية على إسرائيل مرتين، واصفًا هذه الهجمات بأنها من الأكبر في التاريخ. وبناءً على ذلك، شدد على أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها والرد على تلك الهجمات، مضيفًا أن عمليات إسرائيلية عسكرية منعت وقوع مذبحة أكبر من أحداث السابع من أكتوبر.
تصاعد التوتر مع إيران وتدخل حزب الله
خلال هذه الأزمة، أعلن حزب الله اللبناني مسؤوليته عن قصف تجمعات للجنود الإسرائيليين في عدة مواقع قرب الحدود اللبنانية، في حين رد الجيش الإسرائيلي بشن غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية وسقوط العديد من الشهداء. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بارتفاع عدد الضحايا في غزة إلى 37 شهيدًا نتيجة الغارات الإسرائيلية المتتالية على القطاع.
كما رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 30 صاروخًا من الأراضي اللبنانية باتجاه كريات شمونة، حيث تمكنت الدفاعات الجوية من اعتراض بعضها، بينما تسببت البقية باندلاع حرائق وأضرار مادية متفاوتة.
القلق الدولي والمساعدات الإنسانية
في ظل هذا التصعيد، برزت تصريحات دولية تعبر عن القلق بشأن الأوضاع الإنسانية. نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس عبرت عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في لبنان، مشيرة إلى أن الشعب اللبناني يعاني من أزمة متفاقمة بسبب النزاع المستمر. وأضافت أن واشنطن ستقدم مساعدات إضافية بقيمة 157 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب اللبناني.
من ناحية أخرى، أعرب وزير الخارجية البريطاني عن قلق بلاده إزاء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت صحية وطواقم دعم في لبنان، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي وضرورة وقف إطلاق النار وعودة السكان إلى منازلهم.
تداعيات النزاع على الداخل الإسرائيلي
وفي الداخل الإسرائيلي، كشفت تقارير صحفية أن نحو ربع الإسرائيليين فكروا في مغادرة البلاد خلال العام الماضي، وسط تزايد المخاوف من تداعيات الصراع العسكري المستمر. ومع استمرار إطلاق الصواريخ والضربات الجوية، يعيش السكان في حالة من الخوف والقلق، وهو ما يدفعهم إلى التفكير في بدائل خارجية للعيش.
تبدو المنطقة على حافة صراع أكبر مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله من جهة، وإسرائيل وإيران من جهة أخرى. التصريحات الحادة من جانب نتنياهو تجاه إيران تظهر رغبة إسرائيلية واضحة في التصعيد العسكري، بينما تستمر الدعوات الدولية للتهدئة وتقديم المساعدات الإنسانية. مع ذلك، فإن استمرار العنف والقصف المتبادل قد يقود إلى نتائج كارثية على المدنيين في كلا الجانبين، مع عواقب قد تطال الاستقرار الإقليمي ككل.