تقرير سياسي حول آخر التطورات في الحرب بين إسرائيل وحزب الله
وكالة اسنا للأخبار – شهدت الجبهة الشمالية لإسرائيل تصعيداً كبيراً خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تزايدت العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله. هذا التصعيد يأتي في ظل توترات متزايدة في المنطقة، وضمن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوجيه ضربة قوية لحزب الله وتقليص نفوذه في لبنان وسوريا.
التصعيد الإسرائيلي على الجبهة الشمالية
بدأت إسرائيل في تصعيد عملياتها العسكرية على الحدود مع لبنان، خصوصاً في المناطق التي يُعتقد أن حزب الله ينشط فيها بشكل كبير. يأتي هذا التصعيد كجزء من حملة أوسع تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحزب، الذي يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة تشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل. التصعيد لم يقتصر على عمليات القصف الجوي، بل تعداه إلى عمليات نوعية مثل عملية “غزوة البيجر”، التي شملت تفجير محطات لاسلكية يستخدمها الحزب للتواصل بين كوادره.
غارة الضاحية الجنوبية واغتيال إبراهيم عقيل
في تصعيد غير مسبوق، شنت إسرائيل غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، ما أدى إلى مقتل قائد فرقة الرضوان إبراهيم عقيل. هذه الضربة تمثل تطوراً نوعياً في الصراع، حيث يعد عقيل أحد القادة الميدانيين البارزين الذين يقودون العمليات العسكرية للحزب في سوريا ولبنان. اغتياله يُعد رسالة واضحة من إسرائيل بأنها لا تستهدف فقط مواقع الحزب بل تسعى لتفكيك قيادته العسكرية.
تصعيد نتنياهو ضد حزب الله
تصعيد نتنياهو على الجبهة الشمالية يعكس استراتيجية جديدة تتبعها إسرائيل في مواجهة حزب الله. الهدف من هذا التصعيد هو إنهاء التهديد المستمر الذي يشكله الحزب على الأمن الإسرائيلي، ومحاولة فرض واقع جديد في المنطقة قبل أي تسوية سياسية قد تأتي في المستقبل. نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً داخلية كبيرة، يسعى من خلال هذه العمليات العسكرية إلى تحقيق مكاسب سياسية عبر تعزيز موقفه أمام الرأي العام الإسرائيلي على أساس أنه القائد القادر على حماية إسرائيل من تهديدات حزب الله وإيران.
الثورة السورية والخرق الأمني لحزب الله
هناك احتمال متزايد بأن تكون بعض الفصائل المرتبطة بالثورة السورية متورطة في الخرق الأمني الذي طال حزب الله، خصوصاً في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا. هذه الفصائل قد تكون قد قدمت معلومات استخباراتية لإسرائيل حول تحركات حزب الله، ما أدى إلى استهداف شخصيات قيادية مثل إبراهيم عقيل. هذا الاحتمال يعزز المخاوف من أن هناك تعاوناً غير مباشر بين بعض الجهات المعارضة للنظام السوري وإسرائيل، بهدف تقويض نفوذ حزب الله في المنطقة.
احتمالية الاجتياح الإسرائيلي لسوريا
تزايدت التكهنات حول إمكانية قيام إسرائيل بعملية اجتياح محدودة لسوريا، تنطلق من الجولان وصولاً إلى تخوم دمشق. هذا السيناريو، إن حدث، سيكون له تداعيات خطيرة على التوازنات الإقليمية. حزب الله، الذي يُعاني من إنهاك نتيجة انخراطه في الحرب السورية ومع اسرائيل في جبهة الاسناد لغزة، قد لا يتمكن من التصدي لاجتياح كهذا، خاصة مع تراجع فعالية الجيش السوري في السنوات الأخيرة. هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على قدرة إسرائيل على فرض حصار على الحزب وقطع طرق إمداده عبر سوريا.
حصار حزب الله وقطع الإمدادات
تعمل إسرائيل بشكل مستمر على قطع طرق الإمداد التي يعتمد عليها حزب الله عبر سوريا، وهي خطوة استراتيجية تهدف إلى شل قدرة الحزب على إعادة تزويد نفسه بالسلاح والعتاد. هذا الحصار يُعد جزءاً من حملة إسرائيلية أوسع لتجفيف مصادر تمويل وإمداد حزب الله. مع تزايد الضغط العسكري والاقتصادي، قد يجد الحزب نفسه في موقف صعب، مما سيجبره على تقليص عملياته أو حتى مراجعة استراتيجيته.
الرهانات الإقليمية والدول العربية
هناك العديد من الدول العربية التي تراهن على قدرة إسرائيل في تقليص نفوذ حزب الله وإيران في المنطقة. دول الخليج، على وجه الخصوص، ترى في حزب الله تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة، وتعتبر أن أي ضربة إسرائيلية ناجحة قد تسهم في تقليص تأثير إيران في لبنان وسوريا. في المقابل، جزء كبير من الشعب اللبناني بدأ يشعر بالاستياء من سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية، حيث تسبب وجوده في شلل اقتصادي وسياسي كبير أدى إلى هجرة واسعة وانهيار اقتصادي غير مسبوق.
حزب الله وعزلة لبنان
منذ سنوات، تسبب حزب الله في عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي، حيث تسببت سيطرته على الدولة اللبنانية في تراجع الثقة الدولية في الحكومة اللبنانية. الحزب استخدم نفوذه لامتصاص موارد الدولة وتوجيهها نحو أجندته الإقليمية، مما أدى إلى انهيار البنية التحتية وترك لبنان في حالة من الفوضى الاقتصادية والسياسية.
إيران ووحدة الساحات
على الرغم من الوعود الإيرانية بدعم حزب الله في إطار استراتيجية “وحدة الساحات” التي تهدف إلى توحيد جبهات المقاومة ضد إسرائيل، لم تقدم إيران الدعم الكافي للحزب في هذا التصعيد الأخير. هذا الانكفاء الإيراني قد يعكس تراجع قدرة إيران على تقديم الدعم اللوجستي والمادي بسبب العقوبات الدولية والضغوط الداخلية التي تواجهها.
التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله يمثل بداية لحملة أوسع تهدف إلى إضعاف قدرات الحزب العسكرية وتحجيم نفوذه في لبنان وسوريا. هذه العمليات تأتي في سياق إقليمي معقد، حيث تسعى دول عربية وإسرائيل إلى إنهاء وجود ذراع إيران في المنطقة، فيما يقف الشعب اللبناني أمام تحديات اقتصادية وسياسية غير مسبوقة نتيجة لسيطرة حزب الله.