وكالة أسنا للأخبار ASNA – في مقابلة مفصلة، قدم آموس هوكستين، المبعوث الأمريكي الخاص، رؤيته حول اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله، مسلطًا الضوء على تعقيد الصراع وسبل الوصول إلى تسوية طويلة الأمد. أوضح هوكستين أن الصراع بين الطرفين لم يكن مجرد مواجهة مباشرة، بل كان جزءًا من نزاع جيوسياسي أوسع، حيث أشار إلى ارتباط هذا النزاع بصراعات أخرى في المنطقة، بما في ذلك الوضع في غزة.
المكاسب العسكرية كعامل محوري
أكد هوكستين أن إسرائيل حققت مكاسب عسكرية كبيرة خلال المعارك الأخيرة، ما جعل القيادة الإسرائيلية ترى أن الوقت قد حان لتحويل هذه المكاسب إلى اتفاق سياسي ودبلوماسي. وأوضح أن لبنان تعرض لقصف اسرائيلي مكثف من جنوبه وحتى شماله، مما تسبب بخسائر وأضرار كبيرة كما ان حوالي 15000 صاروخ سقط على اسرائيل من لبنان. ومع ذلك، اعتبر أن هذه الحرب لم تكن فقط بين إسرائيل وحزب الله، بل امتدت لتشمل قيادة إقليمية تعمل على إشعال النزاعات، مما زاد من تعقيد الوضع.
وقف إطلاق النار وآليات التنفيذ
أشار هوكستين إلى أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في توقيت دقيق ومدروس، إذ تم الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال فترة تتراوح بين 50 إلى 60 يومًا. وأكد أن الانتشار الفوري للجيش اللبناني في المناطق الجنوبية سيأخذ وقتًا، حيث يتطلب حشد أكثر من 5,000 جندي لتولي المسؤولية الأمنية هناك.
ولفت هوكستين إلى أهمية الاتفاق الجديد مقارنة باتفاق عام 2006. هذه المرة، تم إنشاء آلية رقابة فعّالة تقودها الولايات المتحدة بمشاركة فرنسا ودول أخرى لضمان تطبيق الاتفاق ومنع إعادة تمركز حزب الله أو إنشاء بنى تحتية إرهابية جديدة في الجنوب اللبناني.
الصراعات المترابطة وأثرها على غزة
تحدث هوكستين عن العلاقة بين الصراع في جنوب لبنان وتصاعد الأعمال القتالية في غزة، مشيرًا إلى أن أحد أهداف إسرائيل كان كسر الارتباط بين هذين النزاعين. وأوضح أن المكاسب العسكرية والجهود الدبلوماسية نجحت في منع حزب الله من تقديم الدعم لحماس، ما أدى إلى تقليص الضغط على إسرائيل من حرب متعددة الجبهات.
وأشار إلى أن هذا التحول قد يجبر حماس على التفاوض على إطلاق سراح الرهائن والقبول باتفاق لإنهاء القتال في غزة. وبيّن أن هذه اللحظة تشكل فرصة حقيقية لإنهاء الصراع في القطاع، خصوصًا مع تقويض الدعم الخارجي لحماس.
أهمية الاتفاق على المستوى الإقليمي والدولي
أكد هوكستين أن الاتفاق يخدم مصلحة لبنان وإسرائيل على حد سواء، كما أنه يعزز الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ورأى أن هذه التسوية ليست قضية حزبية بل مسألة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وختم هوكستين بالإشارة إلى أن الاتفاق الأخير يمثل فرصة لتأسيس إطار عمل جديد يضمن عدم تكرار الإخفاقات السابقة، لافتًا إلى أن الجهود الأمريكية ستستمر لضمان استمرارية هذه التسوية وتحقيق أهدافها على المدى البعيد.