يمثل وقف إطلاق النار خطوة أولى نحو خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، لكنه يواجه تحديات كبيرة لضمان تنفيذه الكامل واستدامته. بينما يسود الأمل في تحقيق الاستقرار، يظل الحذر سيد الموقف في ظل الانقسامات الداخلية وضغط التهديدات الإقليمية.

ردود الفعل على اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل

دخل قرار وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، وسط انقسام في الآراء وردود أفعال واسعة النطاق على الصعيدين المحلي والدولي. الاتفاق، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، يضع أسسًا لخفض التصعيد في جنوب لبنان ويأتي بعد تصعيد دموي بين الجانبين.


الآراء الإسرائيلية: انقسام بين القبول والانتقاد

الاستطلاعات الشعبية: أظهر استطلاع للقناة 13 الإسرائيلية أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل لم تحقق النصر على حزب الله، بينما أعرب 44% فقط عن دعمهم لإنهاء الحرب.

الموقف الرسمي:

أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الاتفاق يمثل وقفًا لإطلاق النار وليس إنهاءً للحرب، مع احتفاظ إسرائيل بحرية العمل العسكري في حال خرق حزب الله للاتفاق.

قال نتنياهو إن الاتفاق يتيح إعادة النازحين من شمال إسرائيل وتأمين حدودها، بينما أكد مسؤولون إسرائيليون أن هناك نقاط ضعف كبيرة في الاتفاق، أبرزها غياب منطقة عازلة.

انتقد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الاتفاق، معتبرًا إياه “خطأ فادحًا” لأنه لن يردع حزب الله ولن يعيد سكان الشمال.


الموقف اللبناني والدولي

لبنان:

رحب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالاتفاق، واصفًا إياه بأنه خطوة أساسية نحو الهدوء والاستقرار، مع التأكيد على الالتزام بالقرار 1701 وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في الجنوب.

ميقاتي طالب بالتزام إسرائيل الكامل بالاتفاق والانسحاب التدريجي من جنوب لبنان وفق ما نص عليه الاتفاق.

المجتمع الدولي:

الولايات المتحدة:

أشاد الرئيس جو بايدن بالاتفاق، معتبرًا إياه فرصة لدعم سيادة لبنان وبدء مرحلة جديدة من السلام، لكنه شدد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حال حدوث خروقات.

كشف بايدن أن الاتفاق لن يشمل نشر قوات أمريكية، لكنه يتضمن دعمًا عسكريًا للجيش اللبناني.

فرنسا: رحبت الرئاسة الفرنسية بالاتفاق، داعية شركاء المنطقة لدعمه.

بريطانيا: دعا رئيس الوزراء البريطاني إلى تحويل الاتفاق إلى حل سياسي دائم استنادًا إلى القرار 1701.


تفاصيل الاتفاق

إجراءات على الأرض:

وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين.

انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان إلى الخط الأزرق خلال 60 يومًا، بالتزامن مع نشر الجيش اللبناني على الحدود.

تفكيك المنشآت غير الرسمية لتصنيع السلاح في جنوب لبنان، وحصر استيراد وإنتاج الأسلحة تحت سيطرة الحكومة اللبنانية.

الإشراف الدولي:

سيشرف جنرال أمريكي على تنفيذ الاتفاق، مع إنشاء مركزي مراقبة في بيروت وصفد.

تشكيل لجنة دولية لتلقي التقارير عن الانتهاكات المحتملة والتأكد من الرد عليها.


التحديات المقبلة

تنفيذ الاتفاق:

سيستغرق انتشار الجيش اللبناني وقتًا، ولن يتم انسحاب القوات الإسرائيلية إلا بعد استكمال هذه الخطوة.

تعهدت واشنطن بتقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني لضمان قدرته على تنفيذ بنود الاتفاق.

التحذيرات:

أكدت إسرائيل أنها سترد بقوة على أي خرق للاتفاق من قبل حزب الله.

يثير الاتفاق مخاوف من إمكانية استمرار حزب الله في التسلح سرًا أو محاولة التمدد عبر طرق غير تقليدية.


يمثل وقف إطلاق النار خطوة أولى نحو خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، لكنه يواجه تحديات كبيرة لضمان تنفيذه الكامل واستدامته. بينما يسود الأمل في تحقيق الاستقرار، يظل الحذر سيد الموقف في ظل الانقسامات الداخلية وضغط التهديدات الإقليمية.

Join Whatsapp