لمحة تاريخية عن لبنان
اسم لبنان وأصوله
وكالة أسنا للأخبار ASNA – يعود اسم “لبنان” إلى الجذر السامي “لبن” الذي يعني البياض، في إشارة إلى الثلوج التي تغطي جباله شتاءً. ورد ذكر لبنان في النصوص القديمة مثل التوراة، ورسائل تل العمارنة، ونقوش الفراعنة، حيث اشتهرت أرضه بغابات الأرز واستخدام خشبه في بناء المعابد والسفن.
لبنان عبر العصور
العصر الفينيقي: كان لبنان موطن الفينيقيين الذين أسسوا حضارة بحرية عريقة وتركوا بصمة كبيرة في التجارة والثقافة، وأقاموا مستعمرات مثل قرطاج.
العصور القديمة: خضع لبنان لسيطرة الإمبراطوريات الكبرى كالبابلية، والفارسية، والإغريقية، والرومانية.
العصور الوسطى: خلال الفتوحات الإسلامية، أصبح لبنان جزءًا من الدولة الأموية ثم العباسية، وعاش مرحلة صراعات مع الصليبيين خلال الحروب الصليبية.
العهد العثماني: منذ القرن السادس عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى، كان لبنان تحت الحكم العثماني، لكنه احتفظ بخصوصيته بفضل جبل لبنان، الذي تحول إلى مركز للحكم الذاتي.
الأحداث التي سبقت استقلال لبنان
مع نهاية الحرب العالمية الأولى، انتقل لبنان من الحكم العثماني إلى الانتداب الفرنسي بموجب اتفاقية سايكس بيكو. في عام 1920، أعلن الجنرال الفرنسي غورو قيام “دولة لبنان الكبير”، ليشمل بيروت، وجبل لبنان، والبقاع، والجنوب، والشمال.
رغم أن الانتداب أتاح للبنان تأسيس مؤسسات حديثة، إلا أن اللبنانيين شعروا بتقييد استقلالهم. في الأربعينيات، تصاعدت المشاعر الوطنية، خاصة مع تأثير الحرب العالمية الثانية وضعف فرنسا بعد احتلالها من قبل ألمانيا.
في عام 1943، قرر اللبنانيون الانتفاض ضد الانتداب الفرنسي. انتُخب بشارة الخوري رئيسًا للجمهورية، ورياض الصلح رئيسًا للحكومة. أعلنا معًا “الميثاق الوطني”، وهو اتفاق غير مكتوب ينظم توزيع السلطة بين الطوائف ويؤكد استقلال لبنان.
إعلان الاستقلال
في 11 نوفمبر 1943، اعتقلت السلطات الفرنسية قيادات الاستقلال، بمن فيهم بشارة الخوري ورياض الصلح، ونفتهم إلى قلعة راشيا. أدى ذلك إلى غضب شعبي واسع ومظاهرات في جميع أنحاء البلاد، مما أجبر الفرنسيين على إطلاق سراحهم في 22 نوفمبر 1943، وهو اليوم الذي أصبح عيد الاستقلال اللبناني.
قصة العلم اللبناني
في أواخر عام 1943، وفي خضم الكفاح من أجل الاستقلال، قرر البرلمان اللبناني اعتماد علم جديد. صُمم العلم الحالي ليعبر عن جذور لبنان الوطنية ورموزه. اختير تصميم العلم بخلفية بيضاء تمثل السلام، مع خطين أحمرين يرمزان إلى دماء الشهداء الذين ضحوا في سبيل الحرية، وتتوسطه شجرة أرز خضراء، التي تمثل الخلود والقوة والتجذر في الأرض.
النشيد الوطني اللبناني
اعتمد النشيد الوطني اللبناني في عام 1927 بعد إجراء مسابقة لاختيار كلمات وألحان النشيد. كتب الكلمات الشاعر رشيد نخلة، ولحنه الموسيقي وديع صبرا. يعكس النشيد قيم الوطنية والاستقلال، ويُعتبر رمزًا للوحدة والتعايش.
كلمات النشيد الوطني اللبناني كتبها الشاعر اللبناني رشيد نخلة، ولحنه الموسيقار وديع صبرا.
كلمات النشيد الوطني:
كلنا للوطن للعلى للعلم
ملء عين الزّمن سيفنا والقلم
سهلنا والجبل منبت للرجال
قولنا والعمل في سبيل الكمال
كلنا للوطن للعلى للعلم
كلنا للوطن
شيخنا والشباب عند صوت الوطن
أسد غابٍ تثبُّ يومَ فصلِ المحن
بحرهُ برّهُ درّة الشرقين
رِفدُهُ برُّهُ مالئٌ القطبين
كلنا للوطن للعلى للعلم
كلنا للوطن
النشيد الوطني يُبرز حب اللبنانيين للوطن وتضحياتهم في سبيل الحفاظ على استقلاله وسيادته، كما يعكس روح الوحدة الوطنية والتكاتف بين جميع أبناء لبنان.
أبطال الاستقلال
بشارة الخوري: أول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال، وقائد الكفاح السياسي ضد الانتداب.
رياض الصلح: أول رئيس حكومة بعد الاستقلال، وصاحب دور بارز في صياغة الميثاق الوطني.
إميل إده: ساهم في الحفاظ على هوية لبنان أثناء فترة الانتداب.
سلطان باشا الأطرش: دعم الحركات الوطنية اللبنانية وساهم في الثورات ضد الانتداب.
النواب والشعب: الذين دافعوا عن الحرية في المظاهرات والاعتصامات.
استقلال لبنان لم يكن مجرد إعلان سياسي، بل نتاج نضال طويل وصراع من أجل الحرية والهوية الوطنية. هذا التاريخ يؤكد أهمية الحفاظ على الوحدة والتوازن في ظل تنوع لبنان الثقافي والطائفي.