شهدت الولايات المتحدة في عام 2025 سلسلة من حوادث الطيران البارزة التي أثارت قلق المسافرين والجهات المعنية بسلامة الطيران. منذ بداية العام وحتى منتصف فبراير، تم تسجيل عدة حوادث مؤسفة، أبرزها:
- التصادم الجوي فوق نهر بوتوماك (29 يناير 2025): اصطدمت طائرة ركاب من طراز بومباردييه سي آر جيه 700 ER تابعة لشركة بي إس أي أيرلاينس (الرحلة 5342) بطائرة مروحية من طراز سيكورسكي يو إتش-60 بلاك هوك تابعة للجيش الأمريكي أثناء الاقتراب النهائي من مطار رونالد ريغان واشنطن الوطني. أسفر الحادث عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 67 شخصًا.
- تحطم طائرة طبية في فيلادلفيا (31 يناير 2025): تحطمت طائرة طبية من طراز ليرجيت 55 بعد إقلاعها من مطار فيلادلفيا الشمالي الشرقي، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص كانوا على متنها وشخص آخر على الأرض.
- تحطم طائرة صغيرة في ألاسكا (8 فبراير 2025): تحطمت طائرة صغيرة في ولاية ألاسكا، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص كانوا على متنها.
- حادث اصطدام في مطار سياتل (5 فبراير 2025): اصطدمت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليابانية بطائرة أخرى تابعة لشركة دلتا أثناء التحرك على المدرج في مطار سياتل. لم يتم تسجيل إصابات خطيرة.
- تحطم طائرة دلتا في تورونتو (17 فبراير 2025): تحطمت طائرة تابعة لشركة دلتا إيرلاينز كانت متجهة من مينيابوليس إلى تورونتو أثناء هبوطها في مطار تورونتو بيرسون الدولي. انقلبت الطائرة واشتعلت فيها النيران، مما أدى إلى إصابة 21 شخصًا، بينهم اثنان في حالة حرجة.
هذه الحوادث المتتالية أثارت تساؤلات حول سلامة الطيران في الولايات المتحدة. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذه الحوادث قد تكون نتيجة “تجمع عشوائي” للأحداث، وليس بالضرورة دليلاً على تدهور معايير السلامة. يؤكد جيسون ماتزوس، خبير الطيران، أن السفر الجوي لا يزال من أكثر وسائل النقل أمانًا، وأن هذه الحوادث، رغم تتابعها، لا تشير إلى اتجاه متزايد في حوادث الطيران.
من الجدير بالذكر أن إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) والهيئات المعنية الأخرى تقوم بإجراء تحقيقات دقيقة في كل حادثة لتحديد الأسباب واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها. تتضمن هذه التحقيقات مراجعة إجراءات الصيانة، وتدريب الطيارين، وكفاءة أنظمة المراقبة الجوية.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه صناعة الطيران تحديات مثل زيادة الاضطرابات الجوية بسبب التغيرات المناخية، ونقص الموظفين في مراقبة الحركة الجوية، مما قد يسهم في زيادة المخاطر المحتملة. ومع ذلك، تظل معايير السلامة الصارمة والتدابير الوقائية المتبعة عوامل رئيسية في الحفاظ على سجل سلامة الطيران.
في الختام، على الرغم من الأحداث المؤسفة التي شهدها عام 2025، يظل السفر الجوي أحد أكثر وسائل النقل أمانًا. تستمر الهيئات المعنية في العمل على تعزيز معايير السلامة وضمان راحة وأمان المسافرين.