استثمارات تايوانية ضخمة في الولايات المتحدة وتصريحات ترمب: خطوة كبرى في سباق أشباه الموصلات semi conductors
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عن استثمار تاريخي بقيمة 100 مليار دولار من قبل شركة TSMC التايوانية، إحدى أكبر الشركات المصنعة لأشباه الموصلات في العالم، لإنشاء خمسة مصانع جديدة داخل الولايات المتحدة، معظمها في ولاية أريزونا. وأكد ترمب أن هذه الاستثمارات ستساهم في تعزيز الهيمنة الأمريكية على سوق الرقائق الإلكترونية، حيث قال:
“سنتمكن من الحصول على 40% من سوق صناعة الرقائق الإلكترونية حول العالم بعد الاستثمار التايواني في بلادنا.”
هذه الخطوة تأتي في سياق التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى واشنطن إلى تقليل اعتمادها على أشباه الموصلات القادمة من آسيا وتعزيز التصنيع المحلي، مما يعزز أمنها القومي والتكنولوجي. وبهذا الاستثمار، ستصل القيمة الإجمالية لاستثمارات TSMC في أمريكا إلى 165 مليار دولار على الأقل، مما يجعلها من أكبر المشروعات الاستثمارية التايوانية خارج حدودها.
تداعيات الاستثمار: منافسة مع الصين وتعزيز الأمن القومي الأمريكي
تعتبر أشباه الموصلات العمود الفقري للصناعات الحديثة، بدءًا من الهواتف الذكية وصولًا إلى السيارات الكهربائية والأسلحة المتقدمة. ومع تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، تسعى واشنطن لتقليل سيطرة بكين على سلاسل الإمداد العالمية. وقد أشار ترمب إلى ذلك بقوله:
“سيطرة الصين على تايوان سيكون كارثيًا، واتفاقنا مع تايوان يقوي موقفها.”
يعكس هذا التصريح الأهمية الاستراتيجية للاستثمار التايواني، حيث يعزز من استقلالية تايوان الصناعية عن الصين ويمنح الولايات المتحدة قدرة أكبر على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تفرضها بكين.
الرسوم الجمركية وتصعيد النزاع التجاري
إلى جانب الإعلان عن الاستثمار الضخم، كشف ترمب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، التي ستدخل حيز التنفيذ قريبًا، مؤكدًا أن الرسوم الجمركية المضادة سيتم فرضها في الثاني من أبريل. كما أضاف:
“لم يعد هناك مجال لاتفاق بشأن الرسوم على المكسيك وكندا.”
وفي رد على ذلك، أعلن وزير خارجية كندا أن بلاده مستعدة لأي تصعيد تجاري قد ينتج عن هذه الخطوة.
اتفاقيات تجارية وتحولات في العلاقات الدولية
في سياق حديثه عن الشأن الاقتصادي، أشار ترمب إلى أنه يدرس اتفاقية للتجارة الحرة مع الأرجنتين، في خطوة قد تعيد تشكيل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أمريكا الجنوبية. كما كشف عن خطة شركة أبل لإعادة بناء مصانعها داخل الولايات المتحدة، مما يعكس توجهًا أمريكيًا متزايدًا نحو إعادة التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الدول الأجنبية.
أوكرانيا وروسيا: بوادر اتفاق وقف إطلاق النار؟
من بين المواضيع التي تطرق إليها ترمب أيضًا، كان الوضع في أوكرانيا، حيث أكد أن الحرب “لم تكن لتحدث لو كنت رئيسًا للولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن موقفه كان ليمنع اندلاع النزاع. كما أعلن أن هناك مفاوضات جارية لوقف إطلاق النار، حيث قال:
“نحن بصدد التوصل لاتفاق، وموقف أوروبا كان إيجابيًا جدًا.”
وأضاف أن روسيا وأوكرانيا على استعداد لإيجاد حل دبلوماسي، لكنه نفى في الوقت نفسه أنه تحدث عن تعليق المساعدات العسكرية لكييف.