الفحص المبكر لسرطان الرئة: أهمية حاسمة وعوائق متعددة
يعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة المرتبطة بالسرطان على مستوى العالم، ومع ذلك، فإن معدلات الفحص المبكر للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بهذا المرض لا تزال منخفضة بشكل كبير. على الرغم من التوصيات المستمرة من قبل العديد من المنظمات الطبية على مدى عقود بضرورة الفحص المبكر، تشير الإحصائيات إلى أن أقل من 6% من المؤهلين في الولايات المتحدة خضعوا للفحص في عام 2022، مقارنة بمعدلات فحص بلغت 72% لسرطان القولون و76% لسرطان الثدي في عام 2021. فما هي الأسباب التي تؤدي إلى هذا التفاوت الكبير؟
أهمية الفحص المبكر
تشير الأبحاث إلى أن الكشف المبكر عن سرطان الرئة يزيد من معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير. في الواقع، معدلات البقاء على قيد الحياة في المراحل المبكرة من سرطان الرئة أعلى بسبع مرات مقارنة بالمراحل المتقدمة التي ينتشر فيها السرطان إلى أعضاء أخرى. بين عامي 2015 و2019، ارتفعت معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الرئة بنسبة 22%، ويرجع ذلك جزئيًا إلى زيادة التشخيص المبكر.
الفئات المؤهلة للفحص
وفقًا لفرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة، يُوصى بفحص سرطان الرئة باستخدام التصوير المقطعي منخفض الجرعة (CT scan) للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عامًا والذين:
- يدخنون حاليًا أو أقلعوا عن التدخين في آخر 15 سنة.
- لديهم تاريخ تدخين يصل إلى 20 علبة-سنة على الأقل (يتم احتساب العلبة-السنة بضرب عدد السنوات في عدد العلب التي يتم تدخينها يوميًا).
العوائق التي تحول دون الفحص
- نقص الوعي والمعلومات
- العديد من الأشخاص لا يدركون أنهم مؤهلون للفحص أو يفتقرون إلى المعلومات الكافية حول إجراء الفحص وكيفية الاستفادة منه.
- وصمة التدخين
- لأن سرطان الرئة مرتبط بالتدخين، يشعر الكثير من المؤهلين بالحرج أو الخوف من الحكم عليهم بسبب استخدامهم السابق أو الحالي للتبغ.
- الخوف والقلق
- هناك اعتقاد شائع بأن تشخيص سرطان الرئة يعني حتمية الوفاة، مما يثني الناس عن الخضوع للفحص.
- التكلفة وصعوبة الوصول
- على الرغم من أن معظم التأمينات تغطي تكلفة الفحص، إلا أن السياسات تختلف من ولاية لأخرى، خاصة بالنسبة للمستفيدين من برامج مثل Medicaid.
- التكاليف المرتبطة بالإجراءات الإضافية، النقل، والإجازات من العمل تزيد من العبء المالي والاجتماعي على بعض الفئات.
- عدم توفر الخدمات
- غالبًا ما تفتقر المجتمعات الفقيرة وغير المؤمن عليها إلى إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية، مما يعوق إجراء الفحوصات الوقائية.
التحديات الاجتماعية والعرقية
تشير الدراسات إلى أن الرجال الأمريكيين من أصول إفريقية لديهم أعلى معدلات الإصابة والوفاة بسرطان الرئة مقارنة بالمجموعات الأخرى. تعود هذه المعدلات المرتفعة إلى ممارسات تسويقية مكثفة من قبل شركات التبغ، التي استهدفت المجتمعات السوداء بالترويج للسجائر المنثول منذ السبعينيات، مما زاد من الفجوة الصحية في هذه المجتمعات.
كيف يمكن تحسين الوضع؟
- التوعية والتثقيف
- الحملات الصحية العامة يجب أن تركز على توضيح فوائد الفحص المبكر وفك الارتباط بين التدخين والشعور بالذنب.
- إزالة الحواجز اللوجستية
- توفير دعم مالي وتسهيلات النقل والإجازات من العمل لتشجيع المزيد من الناس على الخضوع للفحص.
- التواصل مع المجتمعات الأكثر عرضة للخطر
- العمل مع القادة المحليين والمجتمعات لزيادة الوصول إلى الخدمات وتقديم الدعم الثقافي والنفسي.
الفحص المبكر لسرطان الرئة هو أداة فعالة لإنقاذ الأرواح، ولكنه لا يزال يواجه تحديات معقدة. يتطلب التغلب على هذه التحديات جهداً متضافراً من الأطباء والمجتمعات والحكومات لضمان وصول الجميع إلى هذه الخدمة الحيوية.