"بشار الأسد يبرر هروبه: الدولة سقطت بيد الإرهاب ولا معنى لبقائي رئيسًا"

بشار الأسد يكشف تفاصيل مغادرته سوريا في أول بيان له

في بيان غير مسبوق، تحدث الرئيس السوري السابق بشار الأسد لأول مرة عن ظروف خروجه من سوريا، مسلطًا الضوء على قراره المفاجئ بالمغادرة والخلفيات التي دفعته لاتخاذ هذه الخطوة. وجاء البيان بعد أيام من مغادرته البلاد، في ظل تغيرات دراماتيكية في المشهد السوري.

قرار مفاجئ بالخروج

أوضح الأسد أن مغادرته دمشق لم تكن مخططًا لها مسبقًا، بل جاءت في الساعات الأولى من صباح يوم 8 ديسمبر. وأكد أن الظروف التي مرّت بها سوريا خلال السنوات الماضية لم تترك مجالًا لطرح أي خيار سوى الاستمرار في القتال، مشيرًا إلى أنه لم يناقش أبدًا موضوع اللجوء أو التنحي سواء من طرفه أو من قبل أي طرف آخر.

وقال الأسد:

“ترك المنصب لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الانتماء الوطني. لا معنى لبقاء المسؤول في منصب الرئاسة إذا كانت الدولة قد سقطت بيد الإرهاب وفقدت قدرتها على تقديم أي شيء لشعبها.”

التزام بالوطن رغم المغادرة

في بيانه، شدد الأسد على أن خروجه من سوريا لا يعني تخليه عن انتمائه الوطني أو الشعب السوري، مؤكدًا أنه طوال فترة حكمه لم يغدر بحلفائه أو بالمقاومة في فلسطين ولبنان. وأضاف أن موقفه تجاه القضايا الوطنية والإقليمية ظل ثابتًا، وأنه كان دائمًا ملتزمًا بالدفاع عن سوريا وشعبها، قائلًا:

“من لم يتخل عن غير السوريين من مقاومة في فلسطين ولبنان، ولم يغدر بحلفائه الذين وقفوا معه، لا يمكن أن يتخلى عن شعبه الذي ينتمي إليه أو يغدر به وبجيشه.”

مغادرة الأسد: نهاية فصل طويل

تأتي مغادرة الأسد وسط ظروف معقدة تعيشها سوريا، حيث تعاني البلاد من تداعيات الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011. وبالرغم من بقاء النظام السوري في السلطة لفترة طويلة، فقد تعرضت البلاد لانقسامات داخلية وصراعات إقليمية ودولية أضعفت قدرة الدولة على الصمود.

في هذا السياق، اعتبر الأسد أن بقاءه في منصب الرئاسة لم يعد له معنى في ظل الظروف الراهنة، مؤكدًا أنه من غير الممكن أن يكون رئيسًا لدولة “سقطت بيد الإرهاب”.

انعكاسات خروجه على الساحة السورية

يُعد هذا البيان علامة فارقة في تاريخ الأزمة السورية، حيث يفتح الباب أمام تكهنات حول مستقبل النظام السوري والخطوات القادمة للبلاد. مغادرة الأسد قد تمهد الطريق أمام تغييرات جذرية على الساحة السياسية، سواء على مستوى الداخل السوري أو في العلاقات الإقليمية والدولية.

بيان بشار الأسد يكشف عن وجهة نظره تجاه الأحداث التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية ويضع خروجه في سياق وطني يتجاوز الشخصي. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: ما هي الخطوة القادمة لسوريا في مرحلة ما بعد الأسد؟ وهل سيتمكن السوريون من تجاوز سنوات النزاع والبدء في بناء وطن جديد؟

Join Whatsapp