تصاعد التوتر في غزة وسوريا وسط تعثر المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية وتطورات أمنية في جرمانا

تصاعد التوتر في غزة وسوريا وسط تعثر المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية وتطورات أمنية في جرمانا

تشهد المنطقة تصعيدًا ملحوظًا في ظل تعثر المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، مع استمرار التوترات في مدينة جرمانا بريف دمشق. تشير التقارير إلى أن المفاوضات التي جرت بين فريق التفاوض الإسرائيلي والوسطاء المصريين والقطريين في القاهرة لم تحقق أي تقدم يُذكر، مما يضع وقف إطلاق النار في غزة على المحك.

المأزق التفاوضي بين إسرائيل وحماس

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن حركة حماس ترى أن التزام الولايات المتحدة بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق أصبح بلا قيمة، بينما يؤكد الوسطاء أن إسرائيل تخرق الاتفاق المبرم. في المقابل، يبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قادة حكومته الخطوات المقبلة، والتي قد تشمل تقليص المساعدات أو استئناف الحرب.

تُظهر تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تضاربًا في المواقف، حيث نقلت القناة 13 الإسرائيلية أن تل أبيب قررت عدم تجديد الحرب في غزة خلال الأيام المقبلة لإفساح المجال أمام المفاوضات، بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش مستعد لاستئناف القتال وفق خطط جديدة.

إلى جانب ذلك، تعتقد إسرائيل أن الضغط العسكري على حماس قد يجبرها على إطلاق سراح الرهائن، في حين أكد مسؤولون أن أي تجدد للقتال سيكون “فتاكًا” وسيتبعه وقف كامل للمساعدات وقطع الخدمات عن غزة. من جانبها، أوضحت حماس للوسطاء أنها لن تواصل الالتزام بالاتفاق إلا إذا ضمنت الولايات المتحدة تنفيذ إسرائيل لتعهداتها.

التوتر الأمني في جرمانا وإعلان إسرائيل استعدادها للتدخل

بالتوازي مع التصعيد في غزة، تتزايد التوترات الأمنية في جرمانا بريف دمشق، حيث أفادت مصادر أمنية للجزيرة بأن المدينة شهدت انتشارًا لمسلحين في الطرقات وعلى أسطح البنايات، عقب مقتل عنصرين من الأمن الداخلي السوري. وردت السلطات بإقامة حواجز أمنية وتعزيز قواتها في المنطقة، مع توجيه إنذار للمسلحين لتسليم أنفسهم خلال خمسة أيام.

من جهتها، أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح للنظام السوري بـ”المساس بالدروز” في جرمانا، حيث أصدر نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس تعليمات للجيش بحماية سكان المدينة. بل وهددت تل أبيب بضرب النظام السوري في حال تصعيد الموقف ضد الدروز، مما يفتح الباب أمام احتمال تدخل عسكري إسرائيلي مباشر في المنطقة.

التصعيد في المسجد الأقصى والضفة الغربية

في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى وأجبرت المصلين على الخروج منه، وسط استمرار المواجهات في الضفة الغربية. أُصيب فلسطيني برصاص الاحتلال بالقرب من الجدار العازل في بيت أولا، بينما استهدف مقاومون دوريات إسرائيلية بعبوة ناسفة في محيط مخيم جنين.

الخيارات المقبلة في المشهد الإقليمي

يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوترات، سواء في غزة، حيث تتجه الأمور نحو استئناف العمليات العسكرية، أو في سوريا، حيث يزداد خطر التدخل الإسرائيلي المباشر في جرمانا. في ظل هذا الوضع المتأزم، ستلعب الوساطة الأمريكية دورًا حاسمًا في محاولة إعادة المفاوضات إلى مسارها، وفقًا لتقديرات هآرتس، التي أشارت إلى أن واشنطن وحدها قد تكون قادرة على إخراج المفاوضات من الطريق المسدود.

مع ذلك، تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة، خاصة مع استعداد الجيش الإسرائيلي لخوض معارك جديدة على جبهات متعددة، ما قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.

Join Whatsapp