شهدت منطقتا الرياض والشرقية نشاطًا في الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار، أدت إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، في حين استمر تأثير العوالق الترابية على أجزاء من مناطق القصيم، حائل، المدينة المنورة، مكة المكرمة ونجران، امتد تأثيرها إلى الأجزاء الشرقية من منطقتي الباحة وعسير، وكانت السماء غائمة جزئيا على أجزاء من مناطق تبوك، الجوف والحدود الشمالية.
وأوضح أولياء أمور أن غالبية تنبؤات المركز الوطني للأرصاد، التي يعلنها في وسائل التواصل الاجتماعي «صائبة»، وحدوثها واقعياً، وهو الأمر الذي يجب أن تعمل عليه كافة الجهات ذات العلاقة، بما فيها التعليم، موضحين أن تلك التحذيرات، تتخذ فيها كل الجهات ذات العلاقة الإجراءات اللازمة، ومن بين تلك الجهات الصحة والمرور، بالدعوة إلى ضرورة البقاء في المنازل، وعدم الخروج حفظاً على سلامة وصحة الطلاب والطالبات من المشاكل التنفسية، أو من وقوع الحوادث المرورية، نتيجة تنقل موظفي وموظفات المدارس، إلى مناطق بعيدة كالهجر، لافتين إلى أن منصة «مدرستي»، يجب تفعيلها في ذلك، وأن هذه الأوقات والأوضاع، هي الأجدر بتفعيل المنصة، التي حققت نتائج إيجابية وملموسة في تقديم الدروس الافتراضية «المتزامنة»، ومن خلالها تفوقت المملكة على سائر دول العالم في التعليم طوال أيام جائحة «كورونا».
وكانت الإدارة العامة للتعليم في الأحساء، أعلنت «قبل بدء الدوام الرسمي»، عن تعليق الدراسة «حضوريًا» في مدارس «الهجر»، على أن تستمر الدراسة عن بعد عبر منصة مدرستي، مع التأكيد على الطلاب والمعلمين بذلك مع الحرص على تفعيل منصة مدرستي بالتدريس المتزامن.
بدوره، أوضح المتحدث الرسمي بالمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني لـ«الوطن»، أن الغبار الكثيف، هو من آثار العاصفة الترابية، التي تؤثر على المملكة بشدة في صورة رياح نشطة، تتجاوز سرعتها 45 كيلومترا في الساعة، تسهم في انخفاض مستوى الرؤية على المناطق المفتوحة، موضحاً أننا في الربع الأخير من فصل الربيع، وأن التقلبات الجوية، لا تزال موجودة، ونستعد في 1 يوليو المقبل لدخول فصل الصيف، مع ارتفاع في درجات الحرارة، وأن هناك شعورا في الوقت الحالي بارتفاع في درجات الحرارة، وكذلك ارتفاع في الرطوبة في المناطق الساحلية، وخاصة في المنطقة الشرقية، وهي ملموسة حاليا.
أشار معلمون لـ«الوطن» أمس، إلى أن الجميع، ملتزم بتحضير الدروس في منصة مدرستي «غير متزامنة»، وفيها شروحات للدرس كامل، ومقاطع فيديو لكامل الدرس، ويستطيع الطالب الوصول إليها في أي وقت وفي أي مكان، ومشاهدة الدرس كاملاً، وبكافة تفاصيله، الأمر المطلوب هو تحويل الدرس إلى «متزامن»، وذلك بدخول معلم المقرر والطلاب للقاعة «الافتراضية» في نفس التوقيت، ويتولى المعلم تقديم الدرس بنفسه، موضحين أن تلك الخطوة فيها الكثير من الإيجابيات، ومن بينها: استفادة جميع طلاب الفصل، من حضور ومشاهدة الدرس «افتراضيا»، بيد أن في مثل هذه الأيام، هناك مجموعة كبيرة من طلاب الصف، لن يتمكنوا من الحضور إلى المدرسة بسبب المشاكل الصحية الناتجة عن جزيئات الغبار الدقيقة في التقلبات الجوية، كمرضى الربو والقلب والجهاز التنفسي والأوعية الدموية، وبالتالي الاستفادة لفئة محدودة من طلاب الصف، وهم الطلاب الحاضرون.
وكشفت وزارة الصحة أن مستشفيات منطقة الرياض استقبلت 1369 حالة تنفسية طارئة، نتيجة العاصفة الترابية التي اجتاحت المنطقة. وأوضحت أن جميع مستشفيات المنطقة كانت على أهبة الاستعداد لاستقبال الحالات الطارئة، التي تعاني مشكلات تنفسية أو أزمات ربو نتيجة لموجة الغبار. وأشارت إلى تفعيل الخدمات الإلكترونية للتعامل مع أزمة التقلبات الجوية في الرياض، حيث استطاعت من خلال البرنامج التعرف على الوضع الحالي للمراجعين، في أقسام الطوارئ في مستشفيات المنطقة ولفتت وزارة الصحة إلى أنها تواصل الاستعداد الكامل في جميع أقسام الطوارئ بمستشفيات الرياض، لاستقبال أي حالات أخرى خلال الـ48 ساعة المقبلة. ودعت «الصحة» جميع مرضى الربو والجهاز التنفسي إلى الحذر من استنشاق الغبار، أو التعرض لتيارات هوائية حاملة للأتربة الخفيفة، وذلك باستخدام الكمامة لتجنب أي مضاعفات صحية. كما شهدت منطقة المدينة المنورة موجة من الأتربة المثارة والرياح، التي أدت إلى تدني الرؤية لدى السائقين، في حين أطلق المركز الوطني للأرصاد تنبيها عن تعرض منطقة المدينة المنورة إلى موجة من الأتربة والغبار.