قمة بيرو: حوار التنافس والتعاون بين الصين وأميركا

العلاقات الصينية-الأميركية: بين التنافس والتعاون في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ

وكالة أسنا للأخبار ASNA – شهدت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في بيرو لقاءً بارزًا بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث تصدرت العلاقات الثنائية بين أكبر اقتصادين في العالم جدول الأعمال. اللقاء أتى في ظل توترات جيوسياسية واقتصادية متزايدة، إلا أن الزعيمين سعيا إلى إعادة ضبط العلاقات على أسس أكثر استقرارًا.

رسائل إيجابية من بكين

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة أن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة مرت بمراحل صعود وهبوط، لكنها ظلت مستقرة بشكل عام. وأشار إلى أن فك الارتباط أو تعطيل سلاسل التوريد بين البلدين ليس حلاً لأي من التحديات الراهنة. وأضاف أن التعاون والحوار أثبتا جدواهما في تعزيز الاستقرار وإدارة التنافس بين البلدين.

شي أعرب أيضًا عن استعداد الصين للعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق المزيد من التطوير في العلاقة الثنائية، مؤكدًا أن “العالم يمر باضطرابات وصراعات، والبشرية تواجه تحديات غير مسبوقة، مما يجعل الحوار والتعاون ضرورة ملحّة”.

وجهة نظر واشنطن

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن العلاقة مع الصين يجب أن تُبنى على المنافسة وليس الصراع. وأشار إلى أن تطوير هذه العلاقة يعتمد على إيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين. بايدن رحب بالتصريحات الصينية الإيجابية، مشددًا على أهمية تحقيق التوازن في المصالح الثنائية دون الإضرار بالنظام الاقتصادي العالمي.

المصالح المشتركة وأفق العلاقات

الرئيس الصيني أكد لنظيره الأميركي أن تجربة 45 عامًا من العلاقات بين بكين وواشنطن أظهرت أن الحوار والتعاون هما السبيل الأمثل لتحقيق المصالح المشتركة. وأضاف أن العلاقات يمكن أن تشهد مزيدًا من التطور إذا التزم الطرفان بمبدأ “إيجاد أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالخلافات”.

فيما يتعلق بالتحديات العالمية، اتفق الزعيمان على أهمية التعاون لمواجهة القضايا التي تتجاوز الحدود الوطنية، مثل التغير المناخي، وضمان استقرار سلاسل التوريد، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في آسيا والمحيط الهادئ.

ختام القمة

عكست التصريحات المتبادلة بين الزعيمين رغبة واضحة في تقليل التصعيد وإدارة التنافس بطريقة مسؤولة. ورغم التوترات القائمة بين البلدين، أظهرت قمة APEC في بيرو إمكانية تحقيق تقدم بناء في العلاقة بين القوتين العالميتين، بما يخدم المصالح المشتركة ويخفف من تداعيات التوتر على الاقتصاد العالمي.

هذا اللقاء يُعتبر خطوة أولى نحو استقرار العلاقات الصينية-الأميركية، لكنه يبقى محكومًا بقدرة الطرفين على ترجمة الأقوال إلى أفعال ملموسة تعزز الثقة المتبادلة.

Join Whatsapp