"أميركا بين خيارين خطيرين: هل تقودنا كامالا هاريس نحو تغييرات جذرية أم يعود ترامب بالسياسات الشعبوية؟"

تقرير خاص يوضح مخاطر انتخاب كامالا هاريس أو دونالد ترامب رئيساً وتأثيره على أميركا والعالم

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتباين رؤى الناخبين حول ما يمكن أن يعنيه انتخاب كامالا هاريس أو دونالد ترامب لرئاسة البلاد. كلا المرشحين يجلب مجموعة من السياسات والمعتقدات التي تحمل آثارًا محتملة على الداخل الأميركي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة. فيما يلي تحليلٌ لمخاطر انتخاب كلٍ منهما وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الشعب الأميركي والعالم.


أولاً: مخاطر انتخاب كامالا هاريس

كامالا هاريس، نائب الرئيس الحالي جو بايدن، تمتلك خلفية قانونية ومواقف تميل إلى الوسطية التقدمية. على الرغم من ذلك، يُثار القلق حول بعض الجوانب التي قد تجعل انتخابها يواجه تحديات ومخاطر.

  1. تصعيد سياسات الرفاه الاجتماعي والتوسع الحكومي

الخطر المحتمل: تركز هاريس على قضايا العدالة الاجتماعية، مثل دعم الرعاية الصحية الشاملة وتوسيع البرامج الاجتماعية. قد يؤدي ذلك إلى زيادة الأعباء المالية على الميزانية الفيدرالية، خاصةً في حال تبني خطط موسعة للضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأميركي ويرفع من مستوى الدين العام.

التأثير العالمي: تصاعد الديون والركود الاقتصادي في أميركا يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد العالمي، حيث تشكل الولايات المتحدة جزءًا كبيرًا من الاقتصاد العالمي.

  1. سياسات التغيير المناخي والطاقة

الخطر المحتمل: من أبرز أولويات هاريس معالجة التغير المناخي والتحول إلى الطاقة النظيفة. رغم أن ذلك يُعتبر خطوة ضرورية، إلا أن التحول السريع قد يضر بقطاع الطاقة التقليدي ويؤدي إلى فقدان وظائف عديدة في هذا المجال، خاصةً في ولايات تعتمد اقتصادها على النفط والفحم.

التأثير العالمي: في حال تراجع الإنتاج الأميركي من الطاقة التقليدية، يمكن أن ترتفع أسعار الطاقة عالميًا. هذا قد يؤثر على الاقتصادات النامية التي تعتمد على الوقود الأحفوري.

  1. السياسات الخارجية والتوجهات العسكرية

الخطر المحتمل: تعهدت هاريس باتباع سياسات أكثر دبلوماسية، وقد تعارض التدخلات العسكرية المباشرة. بينما يُنظر إلى هذا التوجه على أنه يخفف من التوترات، إلا أنه قد يدفع بعض الدول مثل الصين وروسيا لزيادة نفوذها في مناطق مختلفة.

التأثير العالمي: ضعف التدخل الأميركي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار بعض المناطق الحساسة، مما يسمح لقوى أخرى بملء الفراغ في الساحة الدولية.

  1. الاعتبارات الاجتماعية والقضايا الثقافية

الخطر المحتمل: تتبنى هاريس مواقف تقدمية بخصوص قضايا الهوية والعرق والحقوق المدنية، مما قد يعمق الانقسامات الاجتماعية داخل أميركا، خاصةً بين المحافظين والليبراليين.

التأثير العالمي: زيادة حدة الصراعات الداخلية في أميركا قد تؤثر على صورتها كدولة نموذجية في الديمقراطية، مما يضعف تأثيرها الناعم دولياً.


ثانياً: مخاطر انتخاب دونالد ترامب

دونالد ترامب، الذي شغل منصب الرئيس من 2017 إلى 2021، أثار جدلاً واسعًا بسياساته الداخلية والخارجية. وهناك مخاوف بشأن عودته للبيت الأبيض بسبب توجهاته الشعبوية ومواقفه المتشددة.

  1. التصعيد في سياسات الهجرة والتمييز

الخطر المحتمل: يعرف ترامب بمواقفه المتشددة تجاه الهجرة ويدعم سياسات صارمة قد تتسبب في تفاقم الانقسامات العرقية والاجتماعية. يعود هذا النهج إلى عدم تساهله في قضايا مثل الهجرة غير الشرعية، مما يمكن أن يخلق توترات إضافية داخل المجتمع الأميركي.

التأثير العالمي: قد يؤدي تصعيد هذه السياسات إلى تدهور العلاقات مع الدول المجاورة، خاصةً في أميركا اللاتينية، ويؤدي إلى تفاقم أزمات اللاجئين والهجرة الدولية.

  1. الانحياز نحو الحلفاء التقليديين وتصعيد النزاعات

الخطر المحتمل: من المتوقع أن يتخذ ترامب موقفًا أكثر تشددًا تجاه الصين وإيران، مما قد يؤدي إلى زيادة التوترات في آسيا والشرق الأوسط. يميل ترامب إلى تعزيز التحالفات العسكرية، خاصةً مع دول مثل إسرائيل، وقد يعيد سياسة الضغط القصوى على إيران.

التأثير العالمي: عودة سياسات الضغط القصوى قد تؤدي إلى تصعيد النزاعات في مناطق حساسة، وقد تشجع دولاً مثل الصين وروسيا على تبني مواقف تصعيدية خاصةً في مناطق النزاع مثل بحر الصين الجنوبي وأوكرانيا.

  1. إضعاف المؤسسات الديمقراطية الأميركية

الخطر المحتمل: يواجه ترامب انتقادات شديدة على خلفية موقفه من نتائج الانتخابات الماضية وطريقة تعامله مع المؤسسات الديمقراطية الأميركية. من المتوقع أن يتابع ترامب نهجًا مشابهًا في فترة حكمه القادمة، ما قد يثير مخاوف حول نزاهة النظام الديمقراطي في أميركا.

التأثير العالمي: تراجع ثقة الشعب الأميركي في المؤسسات الديمقراطية قد يؤثر على سمعة أميركا الدولية، ويشجع أنظمة استبدادية في العالم على زيادة قمعها تحت ذريعة ضعف الديمقراطية في الدولة التي تدعي ريادتها.

  1. التراجع عن قضايا التغير المناخي

الخطر المحتمل: قد يتراجع ترامب عن التزامات أميركا تجاه قضايا المناخ، حيث كان قد انسحب سابقًا من اتفاقية باريس للمناخ. تجاهل هذه القضية قد يؤدي إلى تأخر جهود مكافحة التغير المناخي عالميًا.

التأثير العالمي: يعتبر تجاهل التغير المناخي خطرًا عالميًا، حيث يؤثر على جهود الدول الأخرى في تقليل انبعاثات الكربون، مما يزيد من وتيرة التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئات الطبيعية والبشرية.


بينما تسعى هاريس لتعزيز العدالة الاجتماعية وتغيير السياسات المناخية بشكل شامل، فإن المخاوف تتعلق بتداعيات التوسع الحكومي والديون، إضافة إلى صعوبة تكيّف بعض الفئات المجتمعية مع تغييراتها التقدمية. من ناحية أخرى، يأتي ترامب بسياسات أكثر تقليدية ولكنها مثيرة للانقسام، تركز على القومية الأميركية والضغط على الخصوم، مما قد يزيد التوترات الاجتماعية ويضعف المؤسسات الديمقراطية.

يبقى القرار بين مسار يقود نحو تغييرات اجتماعية واقتصادية عميقة مع هاريس، أو مسار شعبوي قومي مع ترامب، وكل منهما يحمل مخاطر وتداعيات محلية وعالمية تختلف طبيعتها وتؤثر على مستقبل الولايات المتحدة في الداخل والخارج.

Join Whatsapp