نتنياهو: حرب “القيامة” تفرض فصولاً جديدة في الشرق الأوسط
وسط تحولات إقليمية كبرى وانهيار نظام الأسد في سوريا، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصراع الحالي بأنه حرب “قيامة” فرضت على إسرائيل، مشددًا على أهمية مواصلة القتال لتحقيق أهداف استراتيجية واسعة. جاءت تصريحات نتنياهو لتؤكد الدور المتنامي لإسرائيل في إعادة تشكيل ملامح المنطقة وتثبيت موقعها كدولة مركزية.
انهيار نظام الأسد: لحظة تاريخية في الشرق الأوسط
أعلن نتنياهو أن انهيار نظام بشار الأسد، بعد 54 عامًا من الحكم، يمثل نقطة تحول كبرى في تاريخ الشرق الأوسط. وأوضح أن هذا الحدث يفتح صفحة جديدة في المنطقة ويعزز أهمية السياسات الإسرائيلية الرامية إلى ضمان الأمن والاستقرار من خلال السيطرة على المناطق الحيوية، وفي مقدمتها هضبة الجولان.
هضبة الجولان: استراتيجية دائمة لإسرائيل
أكد نتنياهو أن هضبة الجولان ستظل جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل إلى الأبد. وأشار إلى أن السيطرة على المنطقة العازلة وزيارته لها تأتي ضمن الجهود الإسرائيلية لمنع أي تهديد أمني من الأراضي السورية. وقال: “الجميع يدرك اليوم الأهمية البالغة لسيطرتنا على هضبة الجولان، ولن نسمح بأي محاولة للإضرار بأمننا”.
تفكيك محور الشر: الأهداف الإسرائيلية في المنطقة
كشف نتنياهو عن الاستراتيجية الإسرائيلية المنهجية لتفكيك ما وصفه بـ”محور الشر”، مشيرًا إلى:
تدمير كتائب حماس في غزة.
توجيه ضربات موجعة لحزب الله في لبنان، بما في ذلك اغتيال أمينه العام حسن نصر الله.
السيطرة على المحاور الحيوية مثل رفح ومحور فيلادلفيا لمنع تهريب الأسلحة.
وأضاف أن “محور الشر لم ينتهِ بالكامل، لكننا نغير الشرق الأوسط ونعزز موقعنا كدولة مركزية في المنطقة”.
الجنوب والشمال: استراتيجيات متباينة
في الجنوب، أكد نتنياهو أن الهدف الرئيسي هو إعادة المخطوفين ومواجهة حماس بشكل شامل. بينما في الشمال، أشار إلى أن إسرائيل نجحت في تحييد تهديدات حزب الله، مما سمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم.
الضغوط الدولية والرفض الإسرائيلي
قال نتنياهو إن إسرائيل واجهت ضغوطًا دولية كبيرة لإيقاف الحرب، لكنه صمم على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق “الانتصار الحاسم”. وأضاف: “لو وافقنا على الطلبات الدولية لما دخلنا رفح ولا سيطرنا على محور فيلادلفيا”.
القضية الفلسطينية ومستقبل غزة
على الرغم من الضربات القوية التي وجهتها إسرائيل لحماس، أقر نتنياهو بأن القضاء على سلطتها بالكامل يتطلب حرمانها من التحكم في المساعدات الإنسانية. وأكد أن الجهود مستمرة لتحقيق هذا الهدف ولمنع تعزيز نفوذ الحركة في غزة.
صفقة تبادل الأسرى: تقدم ملحوظ ولكن مبكر
فيما يخص المخطوفين وصفقة تبادل الأسرى، أعلن نتنياهو عن وجود تقدم معين في المفاوضات، لكنه أشار إلى أن المسار لم ينضج بعد. وأكد أن الجهود مستمرة لإعادة المخطوفين وضمان أمن إسرائيل في مواجهة التطورات الإقليمية.
مستقبل إسرائيل: تحديات وأمل
رغم التحديات الكبيرة، أعرب نتنياهو عن ثقته في مستقبل إسرائيل قائلاً: “كلي أمل بأن إسرائيل ستبقى إلى الأبد”. وأكد أن الصراع الحالي، رغم الخسائر المؤلمة، يمثل فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤية إسرائيلية تحقق الأمن والنفوذ.
في ظل الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، تسعى إسرائيل بقيادة نتنياهو إلى فرض رؤيتها الاستراتيجية من خلال مواصلة القتال وتحقيق أهدافها الأمنية. انهيار نظام الأسد، تفكيك “محور الشر”، وتعزيز السيطرة على المناطق الحيوية تمثل ركائز هذه الاستراتيجية، وسط تأكيد مستمر على دور إسرائيل المحوري في المنطقة.