أسنا للأخبار ASNA – هيلاري كلينتون: من الطفولة إلى السياسة وصراعها مع ترامب
البدايات والدراسة
هيلاري ديان كلينتون، وُلدت في 26 أكتوبر 1947 في شيكاغو، إلينوي. نشأت في عائلة متوسطة الطبقة، حيث كان والدها رجل أعمال صغير ووالدتها ربة منزل. أظهرت هيلاري ذكاءً مبكرًا وانخرطت في النشاطات المدرسية، بما في ذلك عضوية في فريق المناظرات، حيث أظهرت مهاراتها في الحوار والإقناع.
درست هيلاري في جامعة “ويلسلي” وتخرجت بمرتبة الشرف في العلوم السياسية عام 1969. لاحقًا، التحقت بكلية الحقوق في جامعة “ييل”، حيث قابلت بيل كلينتون، الذي سيصبح زوجها فيما بعد. خلال دراستها في ييل، عملت هيلاري مع العديد من المنظمات الحقوقية والمشاريع القانونية التي تركز على قضايا الأطفال والفقراء، وهو ما ساهم في تشكيل التزامها الطويل بقضايا العدالة الاجتماعية.
البداية السياسية
بدأت هيلاري مسيرتها السياسية بالعمل في الحملات الانتخابية الديمقراطية، لكنها برزت بشكل أكبر عندما أصبحت السيدة الأولى للولايات المتحدة عام 1993، بعد انتخاب بيل كلينتون رئيسًا. خلال تلك الفترة، لم تكتفِ بدور السيدة الأولى التقليدي، بل قادت جهودًا لإصلاح نظام الرعاية الصحية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا آنذاك، إذ تعرضت محاولاتها للفشل بسبب معارضة الكونغرس والجماعات الخاصة.
بعد انتهاء فترة بيل كلينتون الرئاسية، واصلت هيلاري حياتها السياسية بشكل مستقل، حيث فازت بمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك في عام 2000، وأعيد انتخابها في عام 2006. خلال فترة عملها في مجلس الشيوخ، ركزت على قضايا الأمن القومي، الصحة، والتعليم.
الترشح للرئاسة والمشاكل السياسية
في عام 2008، ترشحت هيلاري كلينتون للانتخابات الرئاسية التمهيدية عن الحزب الديمقراطي، لكنها خسرت أمام باراك أوباما، الذي عينها لاحقًا وزيرة للخارجية في إدارته (2009-2013). خلال توليها منصب وزيرة الخارجية، لعبت دورًا محوريًا في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة في قضايا الشرق الأوسط وأفريقيا، ودعمت التدخل العسكري في ليبيا، وهو قرار أثار جدلاً كبيرًا فيما بعد.
واجهت كلينتون عدة تحديات خلال حياتها السياسية، أبرزها كانت قضية استخدام بريد إلكتروني خاص أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية، وهي مسألة أثارت قلقًا واسعًا بشأن الشفافية والأمن القومي. هذه القضية استُخدمت ضدها بشكل مكثف في حملتها الانتخابية لاحقًا.
الحياة الشخصية والتحديات
تعتبر حياتها الشخصية أيضًا مليئة بالتحديات. إحدى أصعب الفترات التي مرت بها هيلاري كانت فضيحة العلاقة بين زوجها بيل كلينتون وموظفة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. بالرغم من الضغط الإعلامي والسياسي الهائل الذي تعرضت له، قررت هيلاري البقاء مع بيل كلينتون والاستمرار في دعم زواجهما. هذه الفضيحة أثرت على سمعتها، لكنها في الوقت نفسه عززت صورتها كزوجة وفية وقوية.
الصراع مع دونالد ترامب
في عام 2016، كانت هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، وأصبحت أول امرأة في التاريخ الأمريكي تترشح عن حزب كبير. خاضت حملة قوية ضد مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. ركزت كلينتون على قضايا مثل تعزيز الحقوق المدنية، تحسين الرعاية الصحية، وحماية البيئة، بينما ركز ترامب على قضايا مثل الهجرة والأمن القومي.
كان الصراع مع ترامب حادًا ومليئًا بالهجمات الشخصية. أحد المحاور الرئيسية في الهجوم على كلينتون كان قضية البريد الإلكتروني، حيث استغل ترامب هذه المسألة للتشكيك في نزاهتها وكفاءتها. في المقابل، هاجمت كلينتون ترامب على مواقفه المتشددة تجاه المهاجرين وأسلوبه العدواني في التعامل مع السياسة الخارجية.
رغم أن معظم استطلاعات الرأي توقعت فوز كلينتون، إلا أنها خسرت الانتخابات في نوفمبر 2016 بعد فوز ترامب بأصوات المجمع الانتخابي، على الرغم من حصولها على أغلبية الأصوات الشعبية. خسارتها شكلت صدمة لكثير من الديمقراطيين، خاصة في ظل تقارير عن التدخل الروسي في الانتخابات.
تظل هيلاري كلينتون واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في السياسة الأمريكية الحديثة. قدمت نموذجًا للمرأة القوية التي استطاعت البقاء في الساحة السياسية رغم التحديات الشخصية والسياسية الكبيرة. بينما لم تنجح في تحقيق حلمها بأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، فإن تأثيرها على الحياة السياسية والدور الذي لعبته في تمكين النساء سيظل حاضرًا.