أصدر وزير السياحة اللبناني وليد نصار يوم أمس تعميما يسمح للمؤسسات السياحية بشكل استثنائي واختياري بإعلان لوائح أسعارها بالدولار الأميركي على أن تصدر الفاتورة النهائية بالليرة اللبنانية أو بالدولار الأميركي حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال نصار لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة بدأت باتخاذ تدابير لتحفيز السياحة سواء من خلال تنظيم استقبال السياح في المطار وتنظيم وضع سيارات الأجرة والتنسيق مع مكاتب السياحة والمؤسسات السياحية أو من خلال الدعوة لـ«إزالة صور قادة وشهداء المقاومة الذين نعتبرهم شهداء الوطن عن طريق المطار واستبدالها من خلال صور للمناطق والمشاريع السياحية باعتباره أمراً أساسياً بالنسبة لكثير من السياح»، كاشفا أن هناك ردود فعل إيجابية حول دعوته هذه. وأضاف «كذلك نخطط لإقامة مهرجانات مركزية في وسط بيروت وبالتحديد في ساحة النجمة بعد إزالة العوائق على أن يعود للمناطق الاستمرار بالمهرجانات التي اعتادت أن تنظمها».
ورد نصار قرار السماح للمؤسسات السياحية بوضع أسعارها بالدولار لعدم قدرة الحكومة على توحيد سعر الصرف الذي لا يستقر ويستمر صعودا وهبوطا، لافتا إلى أن «هذه الخطوة ستخلق نوعا من المنافسة بين المؤسسات، كما ستؤدي لإدخال (عملة صعبة) تفتقدها لدفع رواتب الموظفين وللصيانة وتلبية غيرها من الاحتياجات». وكشف نصار أنه تمنى على وزير الاقتصاد أن يصدر تعميما مماثلا ليلتزم أصحاب السوبر ماركت والمحال التجارية بالتسعير بالدولار والقبض بالليرة، «باعتبار أنه حين يرتفع سعر الصرف يرفعون أسعارهم مباشرة أما حين ينخفض يستلزمهم الأمر أياما وأسابيع لتغيير الأسعار، لذلك نعتقد أن قرارا مماثلا من شأنه أن يسمح برقابة أفضل ويمنع التلاعب بالأسعار».
ورجح نصار أن يكون الموسم السياحي في لبنان هذا العام مزدهرا، وأن يدخل إلى البلد يوميا منذ مطلع يونيو (حزيران) ما بين 10 و12 ألف شخص أي حوالي مليون ونصف سائح بالإجمال، متوقعا أن يكون حوالي 70 في المائة منهم من اللبنانيين المغتربين و30 في المائة من الأجانب. وقال: «عادة نحدد مبلغاً تقريبياً قدره 1500 دولار يصرفه السائح ما يعني أن مبالغ كبيرة يفترض أن تدخل إلى البلد تتجاوز ما نتوقعه من البنك الدولي لجهة الـ3 مليارات دولار، شرط استمرار الاستقرار الأمني والسياسي».
وتحدث نصار عن سلسلة نشاطات وتدابير بدأت الوزارة باتخاذها لتحفيز السياحة سواء من خلال تنظيم استقبال السياح في المطار، وتنظيم وضع سيارات الأجرة والتنسيق مع مكاتب السياحة والمؤسسات السياحية أو من خلال الدعوة لـ«إزالة صور قادة وشهداء المقاومة الذين نعتبرهم شهداء الوطن عن طريق المطار واستبدالها من خلال صور للمناطق والمشاريع السياحية باعتباره أمراً أساسياً بالنسبة لكثير من السياح»، كاشفا أن هناك ردود فعل إيجابية حول دعوته هذه. وأضاف «كذلك نخطط لإقامة مهرجانات مركزية في وسط بيروت، وبالتحديد في ساحة النجمة بعد إزالة العوائق على أن يعود للمناطق الاستمرار بالمهرجانات التي اعتادت أن تنظمها».
ولاقى تعميم وزارة السياحة التسعير بالدولار ترحيبا كبيرا من قبل أصحاب المؤسسات السياحية الذين يعتبرون أنه تم إنصافهم بهذه الخطوة. وأشار نقيب أصحاب المجمعات السياحية البحرية والأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي إلى أنه في «وقت ينتظر لبنان قدوم صيف واعد وموسم سياحي مزدهر، كان من الواجب أن نخلق نوعا من الشفافية بالتسعير في ظل التحول غير الطبيعي بسعر الصرف… فكل المكونات التي نستخدمها ندفع ثمنها بالدولار ولكي نوفق بين التكلفة والسعر كنا نسعر في الكثير من الأوقات بشكل يومي وأحيانا مرتين في اليوم». واعتبر بيروتي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القرار الجريء الذي اتخذه الوزير نصار هو نتاج نضال عامين»، لافتا إلى «التسعير بالدولار كفيل بتظهير أن لبنان بلد سياحي، وأن السائح كما المواطن اللبناني لن يشعر بالغبن بأن هناك مؤسسات تسرقهم». وأضاف «صحيح أن هناك 4 آلاف مطعم و10 فنادق كانت الأكبر في بيروت أقفلت أبوابها، لكن رغم ذلك نتوقع أن يدخل إلى البلد نحو 4 مليارات دولار بعدما كنا ندخل في سنوات ماضية أحيانا 10 أو 11 مليارا».
وكما بيروتي، رحب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي بقرار السماح للمؤسسات السياحية بالتسعير بالدولار، لافتا إلى أن كل قطاع من القطاعات الإنتاجية مداخيله بالليرة اللبنانية ومشترياته وتكلفته التشغيلية بالدولار، لذلك نحن نسعى للحفاظ على استمراريتنا وعلى عُمالنا. وأكد أنه بعد دخول تعميم الوزارة حيز التنفيذ خلال أسبوع أو عشرة أيام، ستحاول المؤسسات السياحية تحسين ظروف عمالها المعيشية.
المصدر – الشرق الأوسط