حرب أوكرانيا تلتهم شعبين وتشلّ أوروبا

تقرير – وكالة ASNA للأخبار

الحرب في أوكرانيا: حصيلة الضحايا تلامس نصف مليون قتيل

كييف – 16 آب/أغسطس 2025 (ASNA) –
تستمر الحرب في أوكرانيا، التي دخلت عامها الرابع، في حصد أعداد هائلة من الضحايا، مدنيين وعسكريين، وسط تضارب كبير في الإحصاءات الرسمية والمستقلة.

الخسائر بين المدنيين

وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR)، بلغ عدد الضحايا المدنيين الموثّقين حتى 30 حزيران/يونيو 2025 ما لا يقل عن 13,580 قتيلاً وأكثر من 34 ألف جريح. وتشدد المنظمة على أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق الخاضعة للاحتلال أو مناطق الاشتباكات المباشرة.

الجيش الأوكراني

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن في شباط/فبراير الماضي أن 45,100 جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي، إلى جانب نحو 390 ألف جريح. غير أن تقديرات مستقلة تشير إلى أن العدد قد يتجاوز 70 ألف قتيل مع عشرات الآلاف من المفقودين.

الجيش الروسي

على الجانب الآخر، وثّقت خدمة BBC الروسية ومنظمة “ميدوزونا” أسماء ما لا يقل عن 122,883 جندياً روسياً قضوا حتى مطلع آب/أغسطس 2025. بينما تقدر مصادر غربية أخرى أن الخسائر الروسية الفعلية تراوح بين 190 ألفاً و350 ألف قتيل.

حصيلة إجمالية

بناءً على هذه المعطيات، يتراوح العدد الكلّي للضحايا منذ اندلاع الحرب في شباط/فبراير 2022 بين 300 ألف و550 ألف قتيل، مع تقديرات وسطية تقارب 400 ألف وفاة، تشمل المدنيين والعسكريين في الطرفين.

النازحون واللاجئون

إلى جانب الخسائر البشرية المباشرة، يعيش ملايين الأوكرانيين أزمة نزوح ولجوء غير مسبوقة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 6.3 ملايين لاجئ أوكراني مسجّلين حالياً في مختلف دول أوروبا، فيما يقدَّر عدد النازحين داخلياً داخل أوكرانيا بنحو 4 ملايين شخص. وقد أدى طول أمد الحرب إلى إنهاك المجتمعات المضيفة وتزايد المخاوف من أزمة إنسانية أعمق، خصوصاً مع تراجع الدعم الدولي تدريجياً.

خلفية سياسية

يأتي هذا التصعيد الدموي في وقت تشهد فيه الساحة الدبلوماسية تحركات متسارعة. فقد عُقدت في منتصف آب/أغسطس قمة ألاسكا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، لبحث مستقبل الحرب ومصير أوكرانيا. ورغم أن اللقاء وُصف بـ”المفصلي”، إلا أن مواقف موسكو وكييف ما زالت متباعدة، فيما يواصل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تعزيز دعمه العسكري والاقتصادي لكييف.
وفي المقابل، تحذر منظمات إنسانية من أن استمرار النزاع بهذا النسق سيؤدي إلى مزيد من الكوارث الإنسانية وتفاقم أزمة اللاجئين داخل أوروبا وخارجها.

نزاع طويل الأمد

تؤكد هذه الأرقام أن النزاع تحوّل إلى حرب استنزاف مفتوحة لا تلوح في الأفق القريب بوادر انتهائها، فيما تواصل الأطراف المتحاربة تبادل الاتهامات وتجاهل الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.

Join Whatsapp