اغتيال حسن نصرالله: ايران تعطي الضوء الأخضر
وكالة أسنا للأخبار ASNA – اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، يشكل نقطة تحول فارقة في المشهد الإقليمي. فبعد سنوات من قيادة الحزب والمقاومة ضد إسرائيل، جاءت النهاية بعملية اغتيال مؤلمة. هذا الحدث ليس مجرد ضربة موجعة لحزب الله، بل هو إعلان عن تغيرات جذرية في معادلات القوى الإقليمية.
التحول الأكبر في هذا السيناريو هو الموقف الإيراني الغامض. بعد اغتيال قاسم سليماني، توقع كثيرون أن إيران سترد بقوة، لكنها فضلت التريث. واليوم، مع اغتيال نصرالله، يبقى السؤال قائماً: هل هذا الصمت أو اللاموقف من قبل المرشد علي خامنئي هو تأكيد على إعادة توجيه السياسة الإيرانية بعيدًا عن التصعيد العسكري نحو دور اقتصادي أكبر في المنطقة؟
إسرائيل لم تكتفِ باغتيال نصرالله
استهدفت إسرائيل خلال عشرة أيام بنية حزب الله بشكل ممنهج، من جنوب لبنان إلى الضاحية الجنوبية، حيث اغتالت قيادات من وحدة الرضوان، محاولة اغتيال علي كركي، والقصف العنيف للبقاع والجنوب، وصولًا إلى اغتيال نصرالله. هذا الهجوم الكاسح، الذي لم يُقابل بأي رد عسكري فعلي من حزب الله، يعكس نجاحًا استخباراتيًا إسرائيليًا واختراقًا أمنيًا في صفوف قيادة الحزب.
وفيما كانت الطائرات والصواريخ تستهدف مواقع الحزب، كان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يطلق تصريحات غريبة، مبدياً رغبة إيران في الصداقة مع الولايات المتحدة. هذه التصريحات التي تبعتها عملية الاغتيال أثارت الشكوك حول وجود توافق خفي بين إيران والولايات المتحدة قد يكون أتاح لإسرائيل القيام بهذه العملية الجريئة.
داخليًا، ترك نصرالله فراغًا كبيرًا في قيادة الحزب، فراغًا قد يكون من الصعب على قيادات الخلف ملؤه. وفي المقابل، يشعر خصومه السياسيون بنوع من الراحة خلف الستار رغم الاستنكار العلني.
إسرائيل، بعد اغتيال نصرالله، كسرت كل الخطوط الحمراء. رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو استعاد بعضًا من شعبيته بعد هذه العملية، وهو الآن يترقب تحقيق مزيد من المكاسب عبر استهداف قادة آخرين مثل يحيى السنوار. فيما يبدو أن حرب إسرائيل ضد حزب الله في لبنان ما زالت في بداياتها، مع تحقيقها أهدافًا عسكرية وسياسية كبيرة، وهو ما قد يغير ملامح المنطقة في المستقبل القريب.