إيران تحت النار: بين الضربة الاستراتيجية والانهيار الداخلي المحتمل
تحليل سياسي وعسكري لتطورات التصعيد الإيراني – الإسرائيلي
في واحدة من أكثر الليالي دموية وتصعيدًا في تاريخ الصراع الإيراني–الإسرائيلي، تلقت إيران ضربات متتالية أربكت أجهزتها الأمنية والعسكرية، وأسفرت عن موجة من الاغتيالات والهجمات التي وصفتها مصادر دولية بأنها “غير مسبوقة” من حيث حجمها ودقتها.
ضربات موجعة في قلب الدولة
ما كان يُتوقع على مدى سنوات من المواجهة غير المباشرة بين إيران وإسرائيل، تحوّل خلال ساعات إلى واقع دموي، حيث تؤكد التقارير أن شخصيات بارزة في القيادة العسكرية والعلمية الإيرانية قد سقطت. من بين أبرز الضحايا:
- حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، أفادت تقارير عن مقتله.
- الجنرال غلام رشيد، نائب قائد الجيش الإيراني.
- مهدي طهرانجي وفردون عباسي، وهما من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، تأكد مقتلهما وفق التلفزيون الإيراني الرسمي.
في ذات السياق، أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي أن “قائمة القادة الإيرانيين الذين تم اغتيالهم طويلة وغير مسبوقة”، ما يشير إلى عملية اختراق استخباراتي عميقة.
هجمات نوعية ومتزامنة
الهجوم لم يكن تقليديًا أو محدودًا، بل شمل أهدافًا استراتيجية موزعة على مساحة الجغرافيا الإيرانية:
- ستة مواقع رئيسية جرى استهدافها، بما في ذلك مقر الحرس الثوري في وسط طهران.
- مدينة نطنز، التي تضم منشآت تخصيب اليورانيوم، تعرضت لقصف مباشر.
- مدينة تبرز شمال غربي البلاد، كانت ضمن مسرح العمليات.
- حتى المناطق السكنية في العاصمة طهران لم تسلم من القصف، في دلالة على رسالة ترهيب غير مسبوقة.
تداعيات إقليمية واسعة
الهجوم أثّر فورًا على المشهد الإقليمي والدولي:
- أسعار النفط قفزت بنسبة 8%، ما يعكس قلق الأسواق من توسّع رقعة النزاع.
- إيران أغلقت مجالها الجوي حتى إشعار آخر، وكذلك فعلت إسرائيل التي فرضت حظرًا جويًا وأغلقت مطاراتها.
- منطقة الشرق الأوسط شهدت فراغًا جويًا شاملاً امتد من إيران إلى العراق وسوريا وحتى أجزاء من الأردن، ما يعكس استعدادًا لاحتمالات التصعيد المفتوح.
خلف القرار… خطة إسرائيلية محكمة
تشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف كاتس اتخذا قرار الهجوم قبل ثلاثة أيام فقط من تنفيذه، في ظل تنسيق أمني عالٍ وسرية مشددة. الهدف كان توجيه ضربة استباقية استراتيجية ضد البرنامج النووي الإيراني وقيادة الحرس الثوري، بما يحول دون أي مفاجأة إيرانية مستقبلية في سياق الصراع الإقليمي.
الرد الإيراني قادم؟
رغم صدمة الضربات، أكد مصدر أمني إيراني لوكالة “رويترز” أن طهران “تُعد لرد قوي”، في وقت لا تزال فيه مؤسسات الدولة تلتقط أنفاسها وتحاول لملمة التداعيات. لكن يبقى السؤال:
هل تمتلك إيران القدرة الآن على تنفيذ رد موجع، أم أن مرحلة الإنهاك بدأت بالفعل؟