Syria revolution سوريا

سوريا بين مطرقة النظام وسندان المعارضة: مشهد أمني معقد وصراعات متشابكة

وكالة أسنا للأخبار ASNA – تشهد سوريا تصاعدًا في حدة التوترات السياسية والعسكرية، مع استمرار الصراعات بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة، وتزايد التدخلات الإقليمية والدولية. في خضم هذه التطورات، تظهر قوى محلية وإقليمية تسعى لتشكيل واقع جديد على الأرض. نستعرض في هذا المقال آخر المستجدات التي تنقل صورة أكثر وضوحًا عن المشهد السوري المتأزم.


القسم الأول: اشتداد المعارك على الأرض

أبرزت الأحداث الأخيرة تصاعد العمليات العسكرية في مناطق متفرقة من سوريا:

  1. دير الزور وغرب الفرات:
    وفقًا لمصادر في “قوات سوريا الديمقراطية”، انتشرت قواتها في مدينة دير الزور ومحيطها، مما يبرز عودة التوتر بين الأطراف المتصارعة في المنطقة الشرقية.
  2. السويداء:
    شهدت مدينة السويداء تحركات محلية واسعة ضد النظام، حيث استولت الفصائل المحلية على نقاط عسكرية ومباني حكومية، بما في ذلك مركز الشرطة الرئيسي وسط المدينة، مع انسحاب عناصر الأمن.
  3. درعا:
    تمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على مواقع استراتيجية، بما في ذلك تل الحارة ومدينة الحراك، إضافة إلى اللواء 52 في ريف درعا الشرقي، مما يعكس تجدد النشاط العسكري في الجنوب السوري.

القسم الثاني: تحركات إقليمية ودولية

شهدت الدبلوماسية الإقليمية نشاطًا مكثفًا، بقيادة العراق وإيران، لدعم نظام الأسد ومواجهة تداعيات الصراع:

  1. موقف العراق:
    أكد وزير الخارجية العراقي خلال اجتماعاته الثنائية والثلاثية مع نظرائه السوريين والإيرانيين أن أمن سوريا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن العراق والمنطقة ككل. كما شدد على ضرورة دعم الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية.
  2. الدور الإيراني:
    أكدت إيران على دعمها الكامل لنظام الأسد في مواجهة الجماعات الإرهابية، مشددة على التزامها بتعزيز أمن المنطقة ودعم جهود مكافحة الإرهاب.
  3. التعاون الثلاثي:
    أعلنت بغداد عن نيتها عقد اجتماع دولي لمناقشة الأوضاع في سوريا، وسط اتصالات دبلوماسية مكثفة مع أعضاء منصة أستانا.

القسم الثالث: موقف النظام السوري

تحدث وزير الخارجية السوري عن خطورة الهجمات التي تنفذها هيئة تحرير الشام والجماعات المسلحة الأخرى، مشددًا على أن الجيش السوري يعمل على التصدي لها باستخدام تكتيكات جديدة. وأشار إلى أن التدخلات الإقليمية تسعى لإعادة تقسيم المنطقة وفق أجندات معادية.


القسم الرابع: الآثار الإنسانية والتحديات الأمنية

مع تزايد العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الأمنية، تستمر المعاناة الإنسانية في سوريا. تفاقم النزوح الداخلي، وانتشار الفقر، وتدهور الخدمات الأساسية يضع السكان بين مطرقة الحرب وسندان الحصار.

يبقى المشهد السوري غامضًا ومعقدًا، مع استمرار الصراعات المحلية والدولية. فبين جهود الوساطة الدولية وتزايد التدخلات الإقليمية، يبدو أن الحلول السلمية ما زالت بعيدة المنال، مما يهدد بمزيد من التصعيد والتدهور الإنساني.

Join Whatsapp