أعلنت حركة حماس التزامها الصريح ببنود الاتفاق

في الأيام القليلة الماضية، شهدت الساحة الإقليمية تطورًا مفصليًا مع توقيع حركة حماس وإسرائيل على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، خلال مفاوضات غير مباشرة عُقدت في شرم الشيخ بوساطة مصرية وقطرية.
الاتفاق الذي أُعلن عنه في 8 أكتوبر 2025، يشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وتبادل أسرى (إفراج حماس عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين)، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة، إلى جانب انسحاب إسرائيلي أولي من بعض المناطق داخل القطاع.
لكن رغم هذا التقدّم، يتكوّن الاتفاق من 20 بندًا، تركز المرحلة الأولى منها على الاستقرار الإنساني والأمني، في حين تبقى المراحل اللاحقة — المتعلقة بإدارة غزة ونزع سلاح حماس — محل خلاف جوهري بين الطرفين.

التزام حماس: بين الضغط الإنساني والواقعية السياسية

أعلنت حركة حماس التزامها الصريح ببنود الاتفاق، مطالبة بـ”ضمانات دولية حقيقية” تمنع إسرائيل من التنصّل كما حدث في اتفاقات سابقة. في بيان رسمي، دعت الحركة الرئيس ترامب إلى ضمان تنفيذ إسرائيل لكل البنود دون تأخير، مؤكدة أن قبولها يأتي بعد عامين من الصمود الميداني والسياسي في وجه الحصار والحرب.

وتشير تحليلات BBC وCNN إلى أن هذا التحول في موقف حماس جاء نتيجة الضغوط الإنسانية المتصاعدة داخل غزة، لكنها في الوقت ذاته لم تتنازل عن شروطها الأساسية:

  • عدم نزع السلاح الدفاعي.
  • إقامة إدارة فلسطينية انتقالية دون تدخل دولي مباشر.

تفاصيل الالتزام وأدلته

الجانبموقف حماسأدلة من المصادر
الإفراج عن الرهائنالتزام فوري بتسليم الرهائن الإسرائيليين خلال أيام، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.بيان حماس (DW، 8 أكتوبر 2025)؛ تأكيد الوسطاء القطريين (France 24، 9 أكتوبر 2025).
وقف إطلاق النارالتزام كامل، وتحذير من أي خرق إسرائيلي للهدنة.تصريحات قيادات حماس على X (@Inayat01، 9 أكتوبر 2025)؛ ترحيب الأمم المتحدة (Al Jazeera، 6 يوليو 2025، محدثة).
المراحل اللاحقةرفض نزع السلاح الهجومي، والمطالبة بجدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل.ملاحظات حماس على الخطة (CNN، 4 أكتوبر 2025)؛ منشورات X تؤكد الحرص على “الضمانات” (@AlArabiya، 8 أكتوبر 2025).

التحديات والمخاطر: هل يصمد الاتفاق؟

من الجانب الإسرائيلي، تُظهر التجربة التاريخية سجلًا متقلبًا في الالتزام بالاتفاقات السابقة، مثل اتفاق يناير 2025 الذي انهار بعد مطالب إسرائيلية بتعديلات أمنية إضافية (BBC، Wikipedia).
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ربط التنفيذ الكامل بـ”نزع سلاح حماس القابل للقياس” (Jerusalem Post، عبر @Step_Agency، 9 أكتوبر 2025). في المقابل، ترامب شدد على أنه لن يتردد في “القضاء الكامل على حماس” في حال فشل الاتفاق، لكنه في الوقت نفسه ضغط على إسرائيل لوقف القصف والالتزام بالهدنة (DW، 3 أكتوبر 2025).

على الصعيد الدولي، رحبت مصر وقطر وتركيا بالاتفاق، إلى جانب دعم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى “وقف فوري ومستدام لإطلاق النار” (BBC، 3 أكتوبر 2025).
لكن مراقبين — مثل المحلل @Moathhamze على منصة X — اعتبروا أن الاتفاق “تاريخي لكنه هش”، مشيرين إلى أن الطرفين يدخلانه بتوقعات مختلفة جذريًا (7 أكتوبر 2025).

الاحتمالات المستقبلية

تشير التقديرات إلى أن حماس ستلتزم بالمرحلة الأولى، نظرًا لأنها تحقق مكاسب إنسانية واضحة وتمنحها موقعًا تفاوضيًا أقوى في المراحل القادمة.
لكن استمرار الهدنة مرهون بمدى التزام إسرائيل، فالتجارب السابقة — من اتفاق أوسلو حتى هدنات 2024 — أظهرت أن الاختراقات غالبًا ما تأتي من الجانب الإسرائيلي، مما يعيد حماس إلى خيار “الصمود العسكري” عند كل خرق (CNN وBBC).

السيناتور الأميركي ماركو روبيو علّق بأن “الاتفاق غير مضمون بنسبة 100%”، في إشارة إلى هشاشته أمام التوترات السياسية والأمنية المتوقعة (BBC، 5 أكتوبر 2025).

رغم المخاطر، يبدو أن اتفاق غزة يمثل فرصة نادرة لإنهاء دوامة الحرب، ولو مؤقتًا.
فحماس دخلت الاتفاق مدفوعة بواقع إنساني ضاغط، فيما تسعى واشنطن ووسطاؤها لتثبيت تهدئة تفتح الباب أمام ترتيبات سياسية لاحقة.
لكن النجاح الحقيقي سيتوقف على مدى التزام إسرائيل ببنود الانسحاب والإغاثة، وعلى قدرة الوسطاء في مراقبة التنفيذ دون تسييس.
كما قال ترامب نفسه عند الإعلان: “إنها فرصة حقيقية، لكن النجاح يتطلب إرادة من الطرفين”.

الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف ما إذا كانت هذه الهدنة بداية سلام مستدام أم استراحة قصيرة قبل جولة جديدة من النار.

Join Whatsapp