ترامب يريد التجارة مع ايران

“اتركوا القنبلة وخذوا السوق”… هكذا يحاول ترامب إغواء إيران اقتصاديًا

وكالة أسنا للأخبار – ASNA

واشنطن – خاص

في تصريح مثير، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب:

“آخر شيء يدور في ذهن إيران الآن هو الأسلحة النووية. لن تقوم بالتخصيب، وستصبح دولة تجارية عظيمة.”

ليست هذه الجملة مجرد رأي عابر، بل تكشف عن ملامح استراتيجية تفاوضية. أسلوب ترامب في التعامل مع طهران ليس تقليديًا، بل يقوم على مبدأ معروف لديه: “الصفقة أولًا، لا العقيدة”.

◀︎ من التهديد إلى التحفيز

ترامب لا يطرح المواجهة، بل الإغراء. يريد من إيران أن تخلع عباءة النووي وترتدي بدلًا منها ثوب الاقتصاد. فبدلًا من سياسة “أوقفوا التخصيب وإلا”، تأتي نبرته هذه المرة كـ”أوقفوا التخصيب، وسنحولكم إلى دولة تجارية عظيمة”.

إنها دعوة لإيران لا فقط لتعديل سلوكها، بل لإعادة تعريف طموحاتها: من مشروع نووي إلى مشروع اقتصادي.

◀︎ إيران: عدو أم شريك تجاري؟

لطالما اعتُبرت إيران مصدر قلق استراتيجي للولايات المتحدة، لكن ترامب يفكّر بمنطق مختلف.
هو لا يرى في طهران “شيطانًا ثوريًا” بل “تاجرًا مضطربًا” يبحث عن فرصة جديدة.
ومن هنا، تنبع نبرته المختلفة: ليس بالتلويح بالقوة، بل بفرصة الخروج من العزلة والانضمام إلى النظام التجاري العالمي.

◀︎ الاستثمار بدل الصواريخ

الرئيس الأميركي السابق لطالما استخدم أدوات الضغط الاقتصادي ليجبر خصومه على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكنه أيضًا لا يمانع في فتح الأبواب لمن يرضخ للشروط.
في هذه الحالة، يعِد ترامب إيران برفع العقوبات تدريجيًا، وفتح مجالات للاستثمار، وربما إعادة الشركات الغربية الكبرى إلى طهران – شرطًا واحدًا فقط: التخلّي عن الطموحات النووية.

◀︎ المقايضة الكبرى: النووي مقابل السوق

ما يعرضه ترامب على إيران هو ما يمكن وصفه بـ “المقايضة الكبرى”:

  • لا تخصيب نووي
  • لا سلاح دمار شامل
  • مقابل ذلك: تجارة، استثمارات، بنوك، عملات، وربما علاقات دبلوماسية لاحقًا.

اللافت أن ترامب يقدّم هذا العرض دون أي نبرة عدائية، بل بلغة متفائلة وكأن طهران شريكة محتملة، لا خصمًا استراتيجيًا.

◀︎ بين الضغط الشعبي والحلم الاقتصادي

يعرف ترامب أن إيران تعاني داخليًا:

  • تضخم اقتصادي قاسٍ
  • غضب شعبي
  • طموحات داخل النخبة الاقتصادية لفتح الأسواق.

وهنا يستخدم ترامب كل هذه النقاط كورقة ضغط ناعمة، ليقول:

“عودوا إلى الطاولة… وسترون أن أميركا يمكن أن تكون جسرًا إلى العالم، لا بوابة إلى العقوبات.”

قد تختلف الآراء حول ترامب، لكن لا يمكن إنكار براعة أسلوبه التفاوضي القائم على الترغيب المشروط لا الترهيب المجاني.
في خطابه الأخير، لا يطلب من إيران أن تغيّر فقط برنامجها النووي، بل أن تغيّر نظرتها للعالم، ولمستقبلها.

وفي قاموس ترامب، فإن مستقبل إيران لا يُكتب في مفاعل، بل في سوق تجاري مفتوح.

“اتركوا القنبلة، وخذوا السوق.”
هكذا يتخيل ترامب إيران جديدة… تاجر لا ثوري.

Join Whatsapp