احتجاز مصري في أميركا بعد مقابلة هجرة رغم حصوله على الموافقة المبدئية على الإقامة
احتجزت سلطات الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في وقت سابق من هذا الشهر المواطن المصري محمد شامة، المقيم في ولاية كارولاينا الشمالية، أثناء حضوره مقابلة هجرة رسمية، بحسب ما ذكرت زوجته ماجي هانلون وحملة دعم مالية أُطلقت على موقع GoFundMe لمساعدته.
شامة، الذي يعمل مديرًا عامًا في أحد فروع سلسلة صالات السينما AMC المحلية، كان قد نال سابقًا جائزة “مدير العام” على مستوى الولايات المتحدة، تقديرًا لجهوده في خدمة المجتمع المحلي وتوظيفه أشخاصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت تريشيا ماكلافلين، مساعدة وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، في تصريح لمجلة نيوزويك:
“دخل محمد شامة الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية من نوع B2 كان يجب أن يغادر البلاد بموجبها بحلول 25 أيار/مايو 2014. وبعد أكثر من عقد من الإقامة غير القانونية، تم توقيفه ووضعه في إجراءات الترحيل.”
وأشارت المجلة إلى أنها تواصلت مع كل من وكالة ICE وشركة AMC وزوجة شامة للتعليق على القضية.
من الفرح إلى الصدمة
كتبت الزوجة هانلون في منشور على فيسبوك بتاريخ 13 تشرين الأول/أكتوبر أنّها وزوجها حضرا مقابلة الهجرة في 9 أكتوبر، وقالت:
“تمت الموافقة علينا، وكان من المفترض أن نبدأ إجراءات حصول شامة على البطاقة الخضراء (الإقامة الدائمة)، لكن بعد دقائق من الموافقة، دخل ضباط ICE واعتقلوه.”
وأكدت وزارة الأمن الداخلي لاحقًا أن الاعتقال تم في اليوم نفسه.
خلفية القضية
وُلد شامة في مصر وجاء إلى الولايات المتحدة قبل أكثر من عشر سنوات. وبحسب حملة الدعم، فقد حاول منذ عام 2017 تصحيح وضعه القانوني بعد طلاقه من زوجته الأولى. وتزوج لاحقًا من هانلون، وهي مواطنة أميركية كانت تعمل على رعاية ملف إقامته القانونية.
وسلطت القضية الضوء على حملة الترحيلات الواسعة التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. وتؤكد الإدارة أنها رحّلت أكثر من مليوني شخص، بينهم 400 ألف تم ترحيلهم فعليًا.
وقال مسؤولون إن بعض المهاجرين تم توقيفهم خلال مقابلات رسمية مطلوبة ضمن إجراءات الحصول على الإقامة، فيما حثّ البيت الأبيض غير الحاصلين على الوثائق القانونية على “العودة الطوعية” لبلدانهم.
خيارات صعبة
ذكر القائمون على حملة GoFundMe أن معظم المحامين يرون أن الخيار الأفضل هو أن يقوم شامة بـ“الترحيل الذاتي” ومتابعة قضيته من خارج الولايات المتحدة، رغم أن ذلك يمثل “احتمالًا مؤلمًا”. وأوضح المنظمون أن الرحلات المباشرة إلى مصر نادرة، ما يعني احتمال ترحيله إلى دولة أخرى إن تم الترحيل عبر ICE مباشرة.
وقد جمعت الحملة أكثر من 44 ألف دولار من خلال أكثر من 680 تبرعًا لدعم شامة وعائلته.
تصريحات رسمية
وأضافت ماكلافلين في بيان آخر لمجلة نيوزويك:
“الرئيس ترمب والوزيرة نويم ملتزمان بإعادة النزاهة إلى نظام التأشيرات وضمان عدم إساءة استخدامه للبقاء الدائم في البلاد. من هم داخل الولايات المتحدة بشكل غير قانوني لديهم خيار: إما استخدام تطبيق CBP Home والحصول على رحلة مجانية وشيك بقيمة 1000 دولار، أو مواجهة الاعتقال والترحيل.”
الوضع الحالي
وفقًا لقاعدة بيانات ICE، لا يزال محمد شامة محتجزًا في أحد مراكز الاحتجاز بولاية جورجيا بانتظار قرار نهائي بشأن ترحيله أو السماح له بالعودة الطوعية إلى مصر.
وتختتم الحملة الداعمة له بالقول:
“محمد شامة كرّس سنواته لخدمة مجتمعه المحلي، وكان مثالًا في العمل والإخلاص والإنسانية، ويستحق أن يُمنح فرصة ثانية لمتابعة حياته بكرامة في البلد الذي اعتبره وطنًا له طوال عقد من الزمن.”



