خاص وكالة أسنا للأخبار ASNA – 12 مايو 2025
الانكماش يضرب الاقتصاد الأمريكي لأول مرة منذ 3 سنوات
أظهرت بيانات الربع الأول من عام 2025 انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3%، في أول تراجع منذ عام 2022. ورغم أن السبب المباشر يعود إلى تأثير السياسات الجمركية على التجارة والاستهلاك، إلا أن البيت الأبيض يدافع عن هذه الخطوة باعتبارها “ضرورة لتصحيح اختلالات مزمنة”، وفقًا لنائب الرئيس جي.دي. فانس. إلا أن المحللين يحذرون من تداعيات هذا الانكماش في ظل ارتفاع الدين العام إلى 33 تريليون دولار، وهو رقم يفوق اقتصادات قارات بأكملها.
سوق العمل: نمو الوظائف يتجاوز التوقعات لكن البطالة ترتفع
في تناقض واضح، أضاف الاقتصاد الأمريكي 177 ألف وظيفة في أبريل 2025، متجاوزًا توقعات الخبراء (133 ألفًا)، لكن معدل البطالة ارتفع إلى 4.2%، مما يشير إلى تباطؤ في امتصاص القوى العاملة. البيانات تُظهر مرونة السوق رغم التحديات، لكنها تطرح تساؤلات عن جودة الوظائف المضافة وقدرة الاقتصاد على الحفاظ على زخمه.
الحرب التجارية مع الصين: اتفاق مبدئي وتهديدات متبادلة
شهدت العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين تطورات متضاربة:
- اتفاق جنيف: تقدم في المحادثات لخفض العجز التجاري الأمريكي، لكن دون كشف التفاصيل.
- ردود فعل عنيفة: علقت الصين تصدير 7 معادن نادرة حيوية للصناعات التكنولوجية الأمريكية، بينما هددت برد “قاسٍ” إذا فرضت واشنطن رسومًا جديدة.
هذه التطورات تذكر بسياسات الرئيس ترامب التي أعاد تطبيقها، والتي يراها البعض حماية للوظائف والبعض الآخر عبئًا على النمو.
الاحتياطي الفيدرالي: أسعار فائدة مرتفعة وصراع مع البيت الأبيض
قرر الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى منذ 22 عامًا، في محاولة لاحتواء التضخم دون كبح النمو. لكن القرار أثار هجومًا عنيفًا من الرئيس ترامب، الذي وصف رئيس الفيدرالي جيروم باول بـ”الأحمق”، مما يزيد من حدة التوتر بين الإدارة والبنك المركزي.
أزمة الديون: جرس إنذار للاقتصاد العالمي
وصل الدين العام الأمريكي إلى 33 تريليون دولار، مع تقارير عن بيع بعض الدائنين الكبار لسندات الخزانة الأمريكية. هذا الرقم الهائل يثير مخاوف من تداعيات عالمية، خاصة مع تراجع الثقة في السياسات المالية الأمريكية.
تقلبات الأسواق: بين أرباح التكنولوجيا ومخاوف التصحيح
شهدت وول ستريت أداءً متباينًا:
- صعود لأسهم مثل نتفليكس بعد تقارير أرباح قوية.
- مخاوف من تصحيح كبير بسبب التوترات التجارية وارتفاع التضخم الأساسي.
- انخفاض إنفاق المستهلكين في فبراير 2025، مما يضيف ضغوطًا جديدة.
الصناعة الأمريكية: تراجع الهيمنة وتحذيرات ميلر
حذر ستيفن ميلر، مستشار البيت الأبيض، من تآكل هيمنة الصناعات الأمريكية مثل السيارات بسبب “المنافسة غير العادلة”، مشيرًا إلى أن سياسات الحماية قد تكون الحل. لكن ارتفاع تكاليف الاقتراض يبطئ الاستثمار في القطاع التحويلي، مما يعقد المشهد.
التوقعات: مرونة أم ركود؟
رغم المؤشرات الإيجابية مثل نمو الوظائف، يبقى الاقتصاد الأمريكي في منطقة خطر بسبب:
- استمرار التوترات التجارية.
- عبء الدين العام.
- سياسات نقدية صارمة.
الاتفاق مع الصين قد يُهدئ الأوضاع، لكن الخبراء يشددون على أن “التنفيذ هو المعيار الحقيقي”، وفقًا لتحليل وكالة بلومبيرغ.
الاقتصاد الأمريكي يواجه اختبارًا صعبًا: سياسات حمائية تثير جدلًا، ديون تهدد الاستقرار، وأسواق تتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم. الأسابيع المقبلة قد تحدد ما إذا كان الانكماش مجرد “مطب مؤقت” أو بداية أزمة أعمق.
لمزيد من التحليلات التفصيلية، تابعوا تغطيتنا المستمرة على موقعنا.
