تصريحات نارية من ترامب: التعليم، التجارة، وأوكرانيا تحت المجهر
وكالة أسنا للأخبار ASNA
التاريخ: 26 مايو 2025
واشنطن – تصريحات جديدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشعل الجدل من جديد، بعدما تناول ثلاث قضايا محورية تمس الداخل الأميركي والخارطة الدولية، وهي: تمويل التعليم العالي، العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، والحرب في أوكرانيا.
ترامب يهاجم جامعة هارفارد: “من يمول تعليم الأجانب؟”
انتقد ترامب في منشور على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال” جامعة هارفارد، مشيرًا إلى أن نحو 31% من طلابها ينحدرون من “دول أجنبية”، بعضها غير صديقة للولايات المتحدة، على حد تعبيره.
وقال:
“نريد أن نعرف من هم هؤلاء الطلاب الأجانب، ومن أين جاؤوا. نحن نمنح هارفارد المليارات، وعلى الجامعة استخدام أموالها الخاصة البالغة 52 مليار دولار، والتوقف عن طلب الدعم الفيدرالي!”
يعيد هذا التصريح إحياء الخطاب القومي الذي يتبناه ترامب، ويعزز نزعته الحمائية ضد كل ما يراه امتيازاً يُمنح “للآخر” على حساب المواطن الأميركي. كما يفتح الباب أمام هجمة سياسية محتملة على الجامعات الكبرى، ويهدد البيئة التعليمية المفتوحة التي طالما اشتهرت بها أميركا عالميًا.
هدنة مؤقتة مع أوروبا: تمديد مهلة التعرفة الجمركية
في تطور آخر، كشف ترامب عن تلقيه اتصالًا من أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، طلبت فيه تمديد مهلة فرض تعرفة جمركية بنسبة 50% على صادرات الاتحاد الأوروبي.
وقال ترامب:
“وافقت على التمديد حتى 9 يوليو 2025. لقد كان من دواعي سروري القيام بذلك، وأكدت فون دير لاين أن المحادثات ستبدأ سريعًا.”
يستخدم ترامب ورقة الرسوم الجمركية للضغط على الحلفاء الأوروبيين بهدف تحقيق مكاسب تفاوضية، ما يعكس استمراره في نهجه الذي يُفضّل الصفقات على الشراكات طويلة الأمد. هذا التوجه قد يؤدي إلى توتر متجدد بين واشنطن وبروكسل.
تصريحات مفاجئة حول روسيا وأوكرانيا: “بوتين جنّ، وزيلينسكي لا يساعد نفسه”
أما في الشأن الدولي، فوجه ترامب انتقادات حادة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بـ”المجنون”، وذلك بسبب استمرار القصف العشوائي للمدنيين في أوكرانيا.
وقال:
“بوتين يقتل الناس بلا سبب، ويبدو أنه يريد كل أوكرانيا. إذا استمر، فستكون تلك نهاية روسيا. أما زيلينسكي، فإن تصريحاته تسبب المشاكل، ويجب أن يتوقف.”
كما شدد على أن هذه الحرب لم تكن لتندلع لو كان هو في السلطة، قائلاً:
“هذه ليست حرب ترامب، بل حرب زيلينسكي، بوتين، وبايدن. أنا فقط أحاول إطفاء النيران.”
تصريحات ترامب تحمل تناقضاً واضحاً: فهو ينتقد بوتين لفظيًا لكنه لا يُخفي انزعاجه من زيلينسكي، ويوجه اللوم الأكبر لإدارة بايدن. هذا الخطاب قد يُضعف من وحدة الصف الغربي الداعم لأوكرانيا، ويعزز التوجه الانعزالي الذي لطالما رافق سياسة ترامب الخارجية.
هل يعود ترامب لتغيير قواعد اللعبة؟
تعكس تصريحات ترامب الثلاث رغبة واضحة في إعادة رسم المشهد السياسي الأميركي والدولي على طريقته الخاصة. فهو يهاجم الداخل باسم “أميركا أولاً”، ويعيد تشكيل العلاقات الخارجية بمنطق الصفقات، لا التحالفات. وبالنسبة لأزمات العالم، يبدو ترامب مصممًا على تقديم نفسه كصاحب الحلول.