Can Mexico Claim California Back?

ASNA | وكالة أسنا للأخبار
تاريخ النشر: 9 يونيو 2025
إعداد: فريق التحرير في ASNA

هل تستطيع المكسيك استعادة كاليفورنيا؟

تقرير تحليلي من ASNA حول التاريخ والقانون والواقع

كاليفورنيا، الولاية الذهبية في الغرب الأميركي، كانت ذات يوم جزءًا من أراضي المكسيك – حقيقة تاريخية كثيرًا ما تُستَحضَر في النقاشات الثقافية والسياسية. لكن هل يمكن للمكسيك اليوم أن تطالب باستعادتها؟

الجواب الواضح: لا.
وإليكم الأسباب القانونية والسياسية والعملية التي تجعل هذا الأمر مستحيلاً.

لمحة تاريخية سريعة

قبل انضمامها إلى الولايات المتحدة، كانت كاليفورنيا تُعرف باسم “ألتا كاليفورنيا” وكانت تحت الحكم الإسباني، ثم انتقلت إلى السيادة المكسيكية بعد استقلال المكسيك عام 1821. وظلّت هذه المنطقة نائية وضعيفة السكان إلى أن بدأت موجات من المهاجرين الأميركيين بالتدفق إليها.

في عام 1846، وخلال الحرب المكسيكية-الأميركية، سيطر الأميركيون على كاليفورنيا بعد ثورة “علم الدب” التي أعلن خلالها بعض المستوطنين إنشاء “جمهورية كاليفورنيا” قبل أن تدخل القوات الأميركية وتُنهي التجربة.

عام 1848، وُقّعت معاهدة غوادالوبي هيدالغو، التي أنهت الحرب، وبموجبها تخلّت المكسيك عن كاليفورنيا ومناطق شاسعة أخرى مقابل 15 مليون دولار، وتحملت الولايات المتحدة ديونًا إضافية.
وفي عام 1850، أصبحت كاليفورنيا الولاية رقم 31 في الاتحاد الأميركي، بعد طفرة سكانية بسبب اكتشاف الذهب.

لماذا لا يمكن للمكسيك استعادة كاليفورنيا اليوم؟

1. اتفاقية دولية ملزمة

معاهدة غوادالوبي هيدالغو هي وثيقة قانونية دولية معترف بها، وقّعتها المكسيك طوعًا، ولا تزال سارية المفعول حتى اليوم. ولا توجد آلية قانونية تسمح للمكسيك بإلغاء تلك المعاهدة من جانب واحد.

2. الاعتراف الدبلوماسي

منذ ما يقرب من قرنين، تعترف المكسيك رسميًا بسيادة الولايات المتحدة على كاليفورنيا. أي محاولة للعودة عن هذا الموقف ستتعارض مع مبادئ القانون الدولي وتُعرّض العلاقات الثنائية للخطر.

3. الواقع العسكري والسياسي

الولايات المتحدة والمكسيك شريكتان استراتيجيتان في الاقتصاد والأمن. أي مطالبة إقليمية ستُعتبر عملًا عدائيًا وتخالف ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر تغيير الحدود بالقوة أو العدوان.

4. غياب الإرادة الشعبية

كاليفورنيا تضم أكثر من 39 مليون نسمة، معظمهم يعتبرون أنفسهم أميركيين، بمن فيهم الملايين من أصول مكسيكية. لا توجد حركة شعبية تطالب بإعادة الانضمام إلى المكسيك، لا داخل الولاية ولا خارجها.

5. الحسم القانوني

الحدود بين الدول تُحدَّد عبر المعاهدات الدولية، وليس من خلال الحنين إلى الماضي. ولو فُتح هذا الباب، لعاد العالم إلى فوضى المطالبات التاريخية، مما يهدد الاستقرار العالمي.

تاريخ مشترك… لا نزاع سيادي

لا يمكن إنكار الجذور المكسيكية العميقة في كاليفورنيا من حيث الثقافة، اللغة، والطعام، والأسماء الجغرافية.
لكن من الناحية السياسية والقانونية، كاليفورنيا جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة الأميركية، وهذا أمر محسوم.

رؤية ASNA
في وكالة أسنا للأخبار، نؤمن بأهمية الحوار التاريخي، لكننا نؤكد في الوقت نفسه على احترام القوانين الدولية، والاستقرار الإقليمي، والعلاقات المتينة بين الشعوب.
قضية كاليفورنيا ليست قضية مفتوحة، بل ملف مغلق بالتاريخ، بالإرادة الشعبية، وبالشرعية القانونية.

تابعوا ASNA لمزيد من التحليلات حول التاريخ الأميركي، والعلاقات الدولية، وشؤون الجاليات العربية في أميركا.
للتواصل أو طلب حقوق إعادة النشر: [email protected]

Join Whatsapp