هل يمكن أن تصبح كندا الولاية الـ51 للولايات المتحدة؟ تصريحات ترامب تثير الجدل
وكالة أسنا للأخبار ASNA – تحدث الرئيس المنتخب دونالد ترامب مجددًا عن فكرة مثيرة للجدل، وهي ضم كندا كولاية للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون “فكرة رائعة”. جاءت تصريحاته في سياق النزاع التجاري مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، حيث هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، ما لم يتم وقف ما وصفه بـ”غزو المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين” للولايات المتحدة.
خلفية النزاع
أدى التهديد الجمركي إلى لقاء جمع ترودو وترامب في مقر إقامة الأخير في مارالاغو، حيث وصف ترودو المحادثة بـ”الممتازة”. ومع ذلك، واصل ترامب الضغط على كندا عبر منصة “Truth Social”، حيث كتب:
“لماذا ندعم كندا بأكثر من 100 مليون دولار سنويًا؟ هذا لا معنى له! العديد من الكنديين يرغبون في أن تصبح كندا الولاية الـ51. سيكون ذلك توفيرًا كبيرًا في الضرائب والحماية العسكرية. أعتقد أنها فكرة رائعة!”
لكن، من غير الواضح مصدر الرقم الذي ذكره ترامب حول الدعم الأميركي لكندا. ففي عام 2023، كان لدى الولايات المتحدة عجز تجاري بقيمة 64.3 مليون دولار مع كندا، وفقًا لمكتب الإحصاء الأميركي.
العوائق القانونية والسياسية
تضمين كندا في الاتحاد الأميركي ليس بالأمر البسيط. من الجانب الكندي، يتطلب تعديل الدستور وفقًا للمادة 41 من قانون الدستور الكندي لعام 1982، وهو ما يحتاج إلى موافقة البرلمان بمجلسيه العلوي والسفلي، بالإضافة إلى موافقة جميع المقاطعات العشر.
ويبرز هنا التحدي الأكبر مع مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية، والتي تتمتع بثقافة سياسية مميزة وشكوك عميقة تجاه أي خطوة قد تقوض تأثير اللغة والثقافة الفرنسية.
يضاف إلى ذلك حقوق الشعوب الأصلية التي يحميها الدستور الكندي، حيث ستحتاج هذه المجموعات إلى استشارات موسعة، مما قد يؤدي إلى معارك قانونية طويلة.
أما في الولايات المتحدة، فإن الإجراء أكثر بساطة، حيث يمكن إنشاء ولاية جديدة عبر قانون فيدرالي يصدر عن الكونغرس. لكن، لم يتم قبول أي ولاية جديدة منذ انضمام هاواي في عام 1959، في حين تعثرت الحملات الداعمة لانضمام بورتوريكو وواشنطن العاصمة كولايات.
العوائق العملية
إلى جانب التحديات القانونية، تطرح فكرة ضم كندا أسئلة عملية. يبلغ عدد سكان كندا حوالي 41.5 مليون نسمة، ما يجعلها الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان إذا انضمت، متجاوزة ولاية كاليفورنيا.
كما أن مساحة كندا البالغة 10 ملايين كيلومتر مربع تجعلها أكبر من جميع الولايات الأميركية مجتمعة.
الأثر السياسي
سيكون للانضمام تأثير كبير على السياسة الأميركية. كندا حاليًا تحت حكم حزب ليبرالي، فيما تسيطر الجمهوريون على البيت الأبيض والكونغرس. استطلاع للرأي أظهر أن 60% من الكنديين كانوا سيصوتون لصالح الحزب الديمقراطي في انتخابات أميركية، مما قد يحول السياسة الأميركية نحو اليسار.
رفض كندي واسع
رغم حديث ترامب، فإن الفكرة لا تحظى بتأييد شعبي في كندا. أظهرت استطلاعات أن 82% من الكنديين يعارضون الانضمام للولايات المتحدة، فيما يدعمه 13% فقط. كما لم تعلن أي من الأحزاب السياسية الكندية دعمها للفكرة.
اختتم رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو، دوج فورد، الجدل بتهديد بتقييد صادرات الكهرباء إلى الولايات المتحدة إذا استمرت التهديدات الجمركية الأميركية.
تبدو فكرة ضم كندا كولاية للولايات المتحدة أكثر تعقيدًا من أن تتحقق على أرض الواقع، سواء من الناحية القانونية أو السياسية أو الثقافية. تصريحات ترامب ربما تعكس محاولة للضغط السياسي والتجاري أكثر من كونها خطة واقعية قابلة للتنفيذ.