أكد الرئيس فلاديمير بوتين يوم الجمعة 30 أيلول 2022, أن روسيا ستتولى السيطرة على أربع مناطق أوكرانية ، ووصف الولايات المتحدة بكونها "الشيطانية" في خطاب يمثل تصعيدًا في حرب موسكو ضد أوكرانيا ويضع روسيا، في إطار المواجهة الصارمة، على أنها تقاتل معركة وجودية مع النخب الغربية التي اعتبرها "العدو".
وفي حديثه إلى مئات المشرعين والحكام الروس في قاعة الكرملين الكبرى، قال بوتين إن سكان المناطق الأربع - التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية جزئيًا - سيصبحون مواطنين روسيين "إلى الأبد". ثم أقام مراسم توقيع مع رؤساء تلك المناطق الذين نصبوا روسيا لبدء عملية الضم الرسمية، وقام الحاضرون بالهتاف "روسيا! روسيا!"
جاء خطاب بوتين على خلفية الإحراج الروسي في ساحة المعركة، حيث حققت القوات الأوكرانية انتصارات مذهلة في الأسابيع الأخيرة في الشرق. حتى أثناء حديث الزعيم الروسي، قال المسؤولون إن الجيش الأوكراني اقترب أكثر من تطويق بلدة ليمان التي تحتلها روسيا، وهي مركز مهم استراتيجيًا في منطقة دونيتسك التي تقع داخل الأراضي التي قام بضمّها بوتين.
كان خطاب بوتين، مزيجًا من التهديد والوعيد الذي مزج الانتقادات التآمرية ضد "النظام الاستعماري الجديد" بقيادة الولايات المتحدة مع مناشدة العالم أن يرى روسيا كزعيم لانتفاضة ضد الأمريكيين.
وأشار إلى "الدوائر الحاكمة لما يسمى بالغرب" على أنها "العدو" ، وهي كلمة نادرًا ما يستخدمها في إشارة إلى الغرب - وأطلق نبرة من الغضب والتحدي تجاه الحاقدين.
وقال في الخطاب الذي استمر 37 دقيقة "لا تنكر النخب الغربية السيادة الوطنية والقانون الدولي فقط." "هيمنتهم لها طابع واضح من الشمولية والاستبداد والفصل العنصري".
أدان القادة الغربيون عمليات ضم روسيا باعتبارها غير شرعية، ووصفوا "الاستفتاءات" التي سبقتها - بزعم إظهار الدعم المحلي للانضمام إلى روسيا - بأنها احتيالية. هذا وأعلنت إدارة بايدن عقوبات جديدة ردا على تحرك الكرملين.
سارع الرئيس بايدن إلى التنديد بإجراءات بوتين لضم المناطق الأربعة، قائلاً إنها "ليس لها شرعية"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة ستحترم دائمًا حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا".
رفضت الحكومة الأوكرانية مزاعم بوتين وتعهدت باستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا في الشرق والجنوب. ورد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على خطاب بوتين يوم الجمعة بإعلانه أنه يسارع في تتبع طلب بلاده إلى حلف الناتو. في مقطع فيديو، اتهم الكرملين بمحاولة "سرقة شيء لا يخصه". وقال: "أوكرانيا لن تسمح بذلك".
أصر الرئيس الروسي بوتين على أن موقف روسيا من ضم المناطق الأربعة غير قابل للتفاوض، مضيفًا أن البلاد ستدافع عنها "بكل القوات والوسائل المتاحة لنا".
وقال: "أدعو نظام كييف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع الأعمال العسكرية"، كما أدعو الحكومة الأوكرانية إلى "العودة إلى طاولة المفاوضات".
وتابع "لكننا لن نناقش قرار سكان دونيتسك ولوهانسك وزابوريزهزهيا وخيرسون" ، مشيرًا إلى ضم المناطق الأوكرانية الأربع. "لقد تم، روسيا لن تخونها ".
وصف بوتين الصراع مع الغرب بعبارات أكثر قسوة مما كان عليه في الخطابات السابقة، مما أدى إلى نشوب قرون من الأعمال العسكرية الغربية للتنديد بالنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة باعتباره شرًا في الأساس، وفاسدًا، وسببًا لتدمير روسيا.
قال بوتين: "إن قمع الحرية يتخذ الخطوط العريضة لـ" الدين المعكوس "للشيطانية الحقيقية" ، مؤكداً أن القيم الغربية الليبرالية في مسائل مثل الهوية الجنسية ترقى إلى مستوى "إنكار للرجل".
لكن بوتين قدم القليل من التفاصيل الجديدة حول هذه المسألة التي ربما تكون الآن مصدر قلق كبير في العواصم الغربية - ما إذا كان، وفي أي وقت، قد يكون مستعدًا لاستخدام أسلحة الدمار الشامل لإجبار أوكرانيا على الاستسلام. وقال المتحدث باسمه في وقت سابق من اليوم إنه بعد ضم المناطق الأربع - وهي خطوة لا يتوقع أن تعترف بها أي دولة أخرى - سيتم التعامل مع أي هجوم على تلك المناطق على أنه هجوم على روسيا.
دون أن يقول ذلك بشكل مباشر، ألمح بوتين إلى أن دور الأسلحة النووية في الحرب هو في ذهنه. واصفًا الغرب بأنه "مخادع ومنافق من خلال وعبر" ، أشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية في الحرب. ثم أضاف: "بالمناسبة ، خلقوا سابقة".
