بقلم: ليلى ناصر – شرم الشيخ
في مشهدٍ استثنائي وصفه المراقبون بأنه «لحظة ولادة شرق أوسط جديد»، شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية صباح اليوم توقيع “إعلان ترامب للسلام” بين كلٍّ من الرئيس الأمريكي دونالد ج. ترامب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي.
الإعلان التاريخي، الذي جاء بعد أكثر من عامين من النزاع الدموي في غزة، يهدف إلى إرساء سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط، ويفتح صفحة جديدة من التعاون بين شعوب المنطقة تقوم على الأمن المشترك والازدهار الاقتصادي والتفاهم الثقافي.
وجاء النص الكامل لإعلان ترامب على النحو التالي:
النص الكامل لإعلان ترامب – شرم الشيخ 2025
نحن الموقعون أدناه، نرحب بالتنفيذ التاريخي الحازم لاتفاقية ترامب للسلام من قبل جميع الأطراف.
تُنهي هذه الاتفاقية أكثر من عامين من المعاناة والخسارة العميقة، مُبشّرةً بعهد جديد تُحدّده رؤيةٌ للأمل والأمن والازدهار المشترك.
ندعم وندعم الرئيس ترامب في جهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة وإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.
سنُطبّق هذه الاتفاقية معًا لضمان السلام والأمن والاستقرار والفرص لجميع شعوب المنطقة، بمن فيهم الفلسطينيون والإسرائيليون.
نُدرك أن السلام الدائم لا يُمكن تحقيقه إلا في ظل نظامٍ تُصان فيه حقوق الإنسان الأساسية لكلٍّ من الفلسطينيين والإسرائيليين، ويُضمن فيه أمنهم، وتُصان فيه كرامتهم.
نؤكد أنه لا يُمكن تحقيق تقدمٍ ملموس إلا من خلال التعاون والحوار المُستدام، وأن تعزيز الروابط بين الدول والشعوب يخدم المصالح الدائمة للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
نُدرك الأهمية التاريخية والروحية العميقة لهذه المنطقة للمجتمعات الدينية التي تتشابك جذورها في هذه الأرض، بما في ذلك المسيحية والإسلام واليهودية. وسيكون احترام هذه الروابط المقدسة والحفاظ على المواقع التراثية أولوية أساسية في التزامنا بالتعايش السلمي.
نحن ملتزمون بمعارضة جميع أشكال التطرف والتشدد.
لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر في بيئة يسود فيها العنف والعنصرية، أو حيث تُهدد الأيديولوجيات المتطرفة نسيج الحياة المدنية.
نتعهد بالقضاء على الظروف التي تُغذي التطرف، وتعزيز التعليم وتكافؤ الفرص والاحترام المتبادل كأساس للسلام الدائم.
نتعهد بحل النزاعات المستقبلية من خلال الحوار الدبلوماسي والتفاوض، بدلاً من القوة أو الصراعات المطولة.
نُدرك أن الشرق الأوسط لم يعد يتحمل دورات لا نهاية لها من الحرب، أو المفاوضات المتعثرة، أو التنفيذ المُجزأ أو غير المكتمل أو الانتقائي للأحكام التي تم التفاوض عليها بنجاح.
إن مآسي العامين الماضيين تُذكرنا تذكيرًا مؤلمًا بأن الأجيال القادمة تستحق ما هو أفضل من إخفاقات الماضي.
نطالب بالتسامح والكرامة وتكافؤ الفرص للجميع؛ ونهدف إلى بناء منطقة يستطيع فيها الجميع، بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو الأصل العرقي، تحقيق أهدافهم في سلام وأمن وازدهار اقتصادي.
نسعى إلى رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك، قائمة على مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك.
ومن هذا المنطلق، نرحب بالتقدم المحرز في إقامة تسويات سلام دائمة وشاملة في قطاع غزة، وكذلك بالعلاقات الودية والمفيدة للطرفين بين إسرائيل وجيرانها الإقليميين.
ونتعهد بالعمل معًا لتنفيذ هذا الإرث واستدامته، وبناء الأسس المؤسسية التي يمكن للأجيال القادمة أن تزدهر معًا في سلام.
نلتزم بمستقبل يسوده السلام الدائم.
دونالد ج. ترامب
رئيس الولايات المتحدة الأمريكيةعبد الفتاح السيسي
رئيس جمهورية مصر العربيةتميم بن حمد آل ثاني
أمير دولة قطررجب طيب أردوغان
رئيس جمهورية تركيا
ردود فعل عربية ودولية واسعة
توالت ردود الأفعال فور التوقيع على الإعلان، إذ رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، واعتبره “خطوة أولى جريئة نحو شرق أوسط أكثر استقراراً وإنسانية”، داعياً إلى “ضمان التنفيذ الكامل والعادل لبنوده على الأرض”.
وفي السياق نفسه، عبّرت الجامعة العربية عن دعمها للإعلان، مؤكدة أنه “يفتح أفقاً جديداً للتسوية العادلة والشاملة، ويعيد مركزية القضية الفلسطينية ضمن رؤية إقليمية متوازنة”.
أما السلطة الفلسطينية فقد أعلنت أنها “ستتابع بحذر تنفيذ الاتفاق”، مشددة على “ضرورة أن يكون السلام قائماً على إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
من جانبها، وصفت الحكومة الإسرائيلية الاتفاق بأنه “تاريخي وضروري لضمان الأمن في الجنوب”، وأشادت بـ”الدور القيادي للرئيس ترامب في تحقيق الاستقرار بعد سنوات من الفوضى”.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد أصدر بياناً دعا فيه إلى “تحويل الكلمات إلى أفعال”، مشدداً على أهمية المراقبة الدولية لآليات تنفيذ الاتفاق في غزة والضفة.
وفي العواصم العربية، انعكست أجواء التفاؤل على وسائل الإعلام والرأي العام، حيث عبّر كثير من المواطنين عن أملهم في أن يكون هذا الإعلان بداية حقيقية لإنهاء الصراعات التي أنهكت المنطقة لعقود طويلة.
بهذا الإعلان، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التاريخ السياسي والدبلوماسي، حيث تُغلق صفحة الحرب لتُفتح أخرى عنوانها «الأمل».
فمن قاعات شرم الشيخ خرجت وثيقة قد تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط، وتضع أسس «سلام ممكن» طال انتظاره.