السفير الأميركي لدى الناتو: "قضينا على أذرع إيران.. وعلى طهران أن تقول: اكتفينا

هل دخلت إيران مرحلة “الاكتفاء”؟

وكالة أسنا للأخبار ASNA – الشؤون الدولية

في أحدث تصريحات تعكس نبرة عالية الوضوح والثقة، أعلن السفير الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، نجحت في القضاء على أبرز الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة، وفي مقدمتها حزب الله، حماس، والحوثيين. بل ذهب أبعد من ذلك بالإشارة إلى أن واشنطن ساهمت في “تدمير البرنامج النووي الإيراني”، ما يشير إلى تحوّل كبير في موازين القوى الإقليمية.

هذه التصريحات ليست مجرد خطاب دعائي، بل تعبّر عن مقاربة جديدة تعتمدها واشنطن في التعامل مع إيران، وهي مقاربة تستند إلى مبدأ: “الردع الكامل ثم فرض الشروط السياسية”. فبعد سنوات من الاحتواء والمفاوضات المتقطعة، يبدو أن الإدارة الأميركية وحلفاءها في المنطقة انتقلوا إلى مرحلة الإملاء الدبلوماسي، حيث يُطلب من إيران الآن بكل وضوح أن تجلس إلى طاولة التفاوض، وأن تقر بهزيمتها في الساحات العسكرية والإقليمية.

من الميدان إلى الطاولة

السفير الأميركي لم يُخفِ غايته، حين دعا إيران إلى ما أسماه “قول الحقيقة ببساطة: اكتفينا”. في هذا التعبير اختزال لتوقعات الغرب من طهران: التخلّي عن الطموحات التوسعية، التخلي عن مشروع التسلّح النووي، وبدء مرحلة جديدة من التفاوض تقوم على قبول الهزيمة وفتح صفحة سلام مع إسرائيل والولايات المتحدة.

لكن هذه الرؤية، وإن بدت منطقية من منظور القوة، تتجاهل الطبيعة العقائدية للنظام الإيراني، الذي لا يتعامل مع مفاهيم الربح والخسارة على الطريقة الغربية. فإيران، وإن خسرت وكلاءها في بعض الجبهات، لا تزال تملك أوراقاً مهمة في العراق وسوريا ولبنان، كما أن برنامجها النووي، رغم الضربات، لم يُعلن بعد عن نهايته الرسمية.

دلالات التوقيت

صدور هذه التصريحات في هذا التوقيت يحمل دلالات مهمة. فهي تأتي في ظل انهيارات متلاحقة لوكلاء طهران، واغتيالات طالت قيادات بارزة في “محور المقاومة”، إلى جانب تصاعد الضغط الداخلي على النظام الإيراني بعد الانتخابات والاحتجاجات المتكررة. وربما تراهن واشنطن على أن النظام بات في أضعف حالاته، وأن لحظة الإذعان باتت ممكنة أكثر من أي وقت مضى.

إيران بين خيارين

من الواضح أن الولايات المتحدة تسعى إلى فرض معادلة جديدة: التهدئة مقابل الاعتراف بالهزيمة. لكن هل ستقبل طهران بهذا السيناريو؟ أم أننا أمام مرحلة جديدة من التصعيد غير المعلن، تترافق مع مفاوضات صامتة خلف الكواليس؟

المؤشرات الحالية توحي بأن إيران أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانخراط في تسوية كبرى تعيد رسم موقعها في المنطقة، أو الدخول في عزلة دولية شاملة تجرّدها من أوراقها الباقية.

تصريحات السفير الأميركي ليست مجرد استعراض دبلوماسي، بل هي إعلان عن مرحلة جديدة في الضغط على إيران، قائمة على فرض الاعتراف بالهزيمة كمدخل للسلام. ويبقى السؤال مفتوحاً: هل ستقول طهران حقاً “اكتفينا”؟ أم أن الصراع لا يزال في بداياته؟

Join Whatsapp