ترامب في ميشيغان: وعدٌ بالنهضة الاقتصادية وتأكيد على الحزم الأمني
في خطاب ناري ألقاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في ولاية ميشيغان، رسم ملامح رؤيته للمرحلة المقبلة، متعهداً بإعادة بناء الاقتصاد الأميركي، وتحصين الحدود، واستعادة مكانة الولايات المتحدة عالميًا. وجاء الخطاب في وقت حساس، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث تسعى حملته إلى استقطاب الطبقة العاملة والناخبين المترددين.
تركيز على الاقتصاد والصناعة
أكد ترامب في مستهل كلمته أن “الاقتصاد سيكون في صلب خطابنا اليوم”، مشددًا على أنه لا يسعى لمعاقبة شركات السيارات التي تعاني من نقص في قطع الغيار، بل يريد دعمها للنهوض مجددًا. وأعلن عن نية إدارته، في حال عودته للرئاسة، إطلاق أكبر عملية إعفاء ضريبي في تاريخ الولايات المتحدة، وإعادة بناء القاعدة الصناعية الأميركية، لا سيما في قطاع السيارات.
وقال ترامب: “سنُعيد صناعة السيارات إلى أميركا بشكل غير مسبوق، وسنخفض الضرائب ونحمي العمال الأميركيين، أنا رئيس العمال، ولست رئيس وول ستريت”.
مواجهة الصين والتجارة العادلة
في الشق الدولي، صوّب ترامب سهامه نحو الصين، معتبرًا أن فرض الرسوم الجمركية بنسبة 145% ليس حصارًا اقتصاديًا بل عدالة تجارية. وقال: “الصين كانت تنهبنا كما لم يفعل أحد من قبل.. لكنها لن تفعل ذلك بعد الآن”. وأكد أن هذه الرسوم ستجلب آلاف الوظائف إلى الأميركيين، وستضع حدًا للعجز التجاري الذي وصفه بـ”السرطان”.
قبة ذهبية… وتفوق عسكري
تحدث ترامب عن تطوير منظومة “القبة الذهبية” الأميركية، مؤكدًا أنها ستكون أكثر تقدمًا من “القبة الحديدية” التي تمتلكها إسرائيل، وقادرة على إسقاط عشرات الصواريخ دفعة واحدة. وأشار إلى أن الميزانية العسكرية الأميركية بلغت نحو تريليون دولار، مما يجعلها الأقوى في العالم.
وأشاد بوزير الدفاع هيجسيث قائلاً: “يقوم بعمل رائع رغم الشائعات”، مؤكدًا استمرار الاستثمارات في التكنولوجيا العسكرية والدفاعية.
الهجرة غير الشرعية والأمن الداخلي
عاد ترامب إلى واحدة من أبرز أوراقه الانتخابية: ملف الهجرة. وقال إن إدارته في أول 100 يوم حققت انخفاضًا بنسبة 99.9% في عبور المهاجرين غير الشرعيين، وإن ثلاثة فقط دخلوا البلاد في تلك الفترة. وأضاف: “نشرت الجيش على الحدود، وأوقفنا غزو المهاجرين، ورفعنا نسبة القبض على المجرمين بأكثر من 665%”.
واتهم الحزب الديمقراطي بدعم “المجرمين من المهاجرين غير الشرعيين”، مشيرًا إلى أن بلاده لن تعود “مكبًّا للمجرمين من كل حدب وصوب”.
إصلاحات داخلية وانتقادات للديمقراطيين
أكد ترامب أنه وقع خلال أول 100 يوم من رئاسته على أكثر من 1000 قرار تنفيذي، وأنه خفض التضخم الكارثي، واستعاد مئات ملايين الدولارات التي أُهدرت في الإنفاق الحكومي. وأعلن عن إلغاء وزارة التعليم، واعتماد الإنجليزية لغة رسمية، متهمًا الديمقراطيين بمحاولة تدمير هوية البلاد.
وفي انتقاد حاد لإدارة بايدن، قال: “ما تعرّض له إيلون ماسك كان ظالمًا، والديمقراطيون يريدون الغش في الانتخابات ويرفضون إثبات الجنسية”.
أمل في الشرق الأوسط… ودعم لحرية التعبير
أنهى ترامب خطابه بالإشارة إلى أخبار إيجابية قريبة عن الشرق الأوسط، مؤكدًا أنه الرئيس الذي هزم داعش، وأعاد 46 أسيرًا أميركيًا من الخارج، واستعاد حرية التعبير في أميركا التي قال إن بايدن دمرها.
وختم قائلاً: “نقضي على اليساريين المجانين، ونُدخل أميركا في عصرها الذهبي. لن نقاتل من أجل الآخرين بعد الآن، بل سنستعيد أميركا – لأجل الأميركيين أولاً”.
