أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسلسلة من التصريحات التي أثارت جدلًا واسعًا، تناول فيها الأوضاع في قطاع غزة، ومستقبل سكانه، إلى جانب رؤيته للتحديات الأمنية في منطقة الخليج، والضغوط التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي تعليق مباشر على الوضع الراهن في غزة، قال ترمب إن “ما يحدث هناك غير مجدٍ، وكل عشر سنوات يعودون إلى الوراء بسبب وجود حركة حماس”. وأشار إلى أن سكان غزة “يحبون العيش في الشرق الأوسط”، مؤكدًا أنه لم يكن من الضروري أن ينتقلوا إلى دول أوروبية مثل السويد أو ألمانيا، إذ “كان من الممكن أن يكون لهم وطن داخل الشرق الأوسط”.
وأضاف ترمب أن عدد سكان غزة يبلغ 1.9 مليون نسمة، وهو رقم “كبير نسبيًا، لكنه ليس ضخمًا”، في إشارة إلى إمكانية التعامل مع هذه الأزمة ضمن نطاق إقليمي.
خطة أميركية مثيرة للجدل: مليون فلسطيني إلى ليبيا
في سياق متصل، كشفت شبكة “NBC News” الأميركية أن إدارة ترمب كانت تعمل على خطة لنقل نحو مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا، وأكدت أن هذه الخطة كانت قيد الدراسة الجدية إلى درجة أن تفاصيلها نوقشت مع القيادة الليبية. ولم يصدر أي نفي رسمي حتى الآن، ما يثير مخاوف من إعادة طرح هذه الفكرة في أروقة صنع القرار الأميركي.
نتنياهو يتراجع عن زيارة الفاتيكان خشية الاعتقال
على صعيد آخر، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن حضور مراسم تنصيب البابا الجديد في الفاتيكان، بعد تلقيه إشارات غير مطمئنة بشأن إمكانية تنفيذ مذكرة توقيف دولية صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية. وذكرت الصحيفة أن مكتب نتنياهو أجرى اتصالات مع السلطات في إيطاليا والفاتيكان للتأكد من عدم تنفيذ أمر التوقيف، غير أن الردود لم تكن حاسمة.
الخليج وإيران: ترمب يحذر ويطمئن
وفي تعليقه على الأوضاع الإقليمية، حذّر ترمب من أن منطقة الخليج تواجه خطرًا كبيرًا بسبب إيران، إلا أنه أعرب عن ثقته في القدرات العسكرية الأميركية، قائلًا: “لا أعتبر المنطقة عرضة للخطر، لأننا نمتلك أعظم جيش في العالم”.
استثمارات ضخمة خلال زيارة ترمب للخليج
من جهة أخرى، أفادت تقارير إعلامية بأن زيارة ترمب الأخيرة إلى منطقة الخليج أسفرت عن توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة، تجاوزت قيمتها الإجمالية أربعة تريليونات دولار، موزعة على النحو التالي:
- السعودية: 1 تريليون دولار
- قطر: 1.2 تريليون دولار
- الإمارات: 1.4 تريليون دولار
تعكس تصريحات ترمب وتوجهات إدارته السابقة مقاربة تعتمد على إعادة رسم خريطة الواقع الفلسطيني بعيدًا عن الحلول التقليدية، في وقت تتزايد فيه الضغوط القانونية على القيادة الإسرائيلية، وتستمر التحديات الأمنية في الخليج. وبينما تبقى تفاصيل بعض الخطط طي الكتمان، إلا أن مؤشرات المرحلة المقبلة تنذر بتحولات عميقة في توازنات المنطقة.