تصريحات المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف حول قضايا الشرق الأوسط

أدلى المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بعدد من التصريحات الهامة التي تناولت قضايا محورية في المنطقة، وعلى رأسها الدور القطري في الوساطة، الصراع في غزة، الموقف الأمريكي من حماس، وإمكانية تطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل. وتكشف تصريحاته عن ملامح السياسة الأمريكية الحالية تجاه المنطقة، وما يمكن توقعه في الفترة المقبلة.

الدور القطري في الوساطة

أشاد ويتكوف بدور قطر في الوساطة بين الأطراف المختلفة، مؤكداً أنها تلعب دورًا مهمًا في تحقيق السلام، كما وصف المسؤولين القطريين بأنهم “أناس طيبون ومحترمون” ويسعون لتحقيق وساطة فعالة. كما نفى الاتهامات التي توجه إلى قطر في الإعلام الأمريكي بشأن علاقتها بإيران، واصفًا إياها بأنها “سخيفة”. وأكد على أن قطر حليف للولايات المتحدة، وأنها لا تحصل على التقدير الكافي على جهودها في تحقيق الاستقرار.

كما أشار إلى أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري شخصية “مميزة ومحترمة” ويسعى لما فيه الخير لشعبه، موضحًا أن دوره في الوساطة بين إسرائيل وحماس أساسي، حيث يستطيع تفهم وجهات نظر الأمريكيين والإسرائيليين والتواصل مع حماس لتحقيق اتفاق.

الصراع في غزة والموقف من حماس

أكد ويتكوف أن الولايات المتحدة لا يمكنها السماح بأن تظل غزة تحت حكم “منظمة إرهابية”، مشيرًا إلى أن استمرار حكم حماس للقطاع سيؤدي إلى تكرار أحداث “7 أكتوبر” كل بضع سنوات. وأوضح أن ما تقبل به الإدارة الأمريكية هو نزع سلاح حماس، وبعد ذلك ربما يمكنها البقاء في غزة لفترة مؤقتة، لكنه شدد على أن حكمها الدائم غير مقبول.

كما كشف ويتكوف عن فشل المفاوضات مع حماس، حيث قدمت الولايات المتحدة مقترحًا خلال القمة العربية، إلا أن الحركة رفضته في اليوم التالي، مما اعتبرته واشنطن موقفًا غير واقعي. وأكد أن حماس لم تكن متجاوبة مع الجهود الدبلوماسية، وأن الضغط عليها هو السبيل الوحيد لإرغامها على تقديم تنازلات.

وفيما يتعلق بمستقبل غزة، أشار إلى أن هناك خططًا مختلفة قد تشمل أو لا تشمل حل الدولتين، لكنه شدد على ضرورة تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين. كما تحدث عن الحاجة إلى “قوة أمنية حقيقية” في غزة تضمن لإسرائيل عدم وجود تهديد مستقبلي.

السياسة الأمريكية تجاه إيران والتطبيع في المنطقة

أكد ويتكوف أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بأن تصبح دولة نووية، مشيرًا إلى أن حصولها على قنبلة نووية سيخلق “كوريا شمالية جديدة في الخليج”. لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية الوصول إلى حل للمسألة النووية الإيرانية.

كما أشار إلى أن إيران ترعى “جيوشًا من الوكلاء”، وأنه في حال التخلص من المنظمات الإرهابية، سيكون من الممكن تحقيق التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل. وأوضح أن لبنان وسوريا قد تكونان من الدول المرشحة لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو محتمل بالفعل.

الوضع في إسرائيل والانقسامات الداخلية

تحدث ويتكوف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن سمعته تشير إلى أنه “مهتم بالقتال أكثر من استعادة الرهائن”. وأضاف أن نتنياهو يعتقد أن الضغط على حماس هو السبيل الوحيد لتحقيق أهدافه، لكنه يعارض بذلك الرأي العام الإسرائيلي، الذي يفضل استعادة الرهائن على استمرار العمليات العسكرية.

مخاوف من اضطرابات إقليمية

حذر ويتكوف من أن استمرار الوضع الحالي في غزة قد يؤدي إلى اضطرابات في المنطقة، خاصة مع تزايد الغضب الشعبي في العالم العربي بسبب مقتل الأطفال الفلسطينيين. وأكد أن “الإنجازات التي تحققت في لبنان وغيرها” قد تكون مهددة إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية.

إمكانية وقف إطلاق النار

أعرب ويتكوف عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبًا، لكنه أشار إلى أن استمرار القتال الإسرائيلي كان ضروريًا في بعض النواحي، رغم أنه في نواح أخرى يعد أمرًا مؤسفًا. كما أكد أن الولايات المتحدة تجري مفاوضات لوقف بعض الغارات الإسرائيلية، والسعي لحل الصراع عبر الحوار.

تعكس تصريحات ويتكوف موقف الإدارة الأمريكية من القضايا الإقليمية، حيث تبرز دعمها لقطر كوسيط أساسي، مع التأكيد على رفض استمرار حكم حماس لغزة دون نزع سلاحها. كما تكشف عن نهج واشنطن الصارم تجاه إيران، ورؤيتها لإمكانية تحقيق تطبيع أوسع في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تؤكد هذه التصريحات أن الولايات المتحدة تدرك المخاطر الإقليمية الناجمة عن استمرار الصراع، وتسعى لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للحفاظ على الاستقرار.

Join Whatsapp