وكالة أسنا للأخبار (ASNA) – شهدت الساحة الدولية خلال الساعات الماضية سلسلة من التطورات العسكرية والدبلوماسية المثيرة للقلق، ترافقت مع تصعيد ميداني في عدد من المناطق الساخنة، مما ينذر بتداعيات واسعة على الاستقرار الإقليمي والعالمي.
توتر متصاعد بين الاتحاد الأوروبي وإدارة ترمب
في الشأن الاقتصادي، أكدت المفوضية الأوروبية أنها قدمت مقترحات لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية، معربة عن استعدادها الكامل للتفاوض لكنها طالبت بمزيد من الوضوح من الجانب الأميركي. وأوضحت المفوضية أن فترة الاضطرابات الحالية في الاقتصاد والأسواق العالمية “مؤقتة” لكنها تثير قلقًا بالغًا.
تصعيد خطير في جنوب لبنان وغزة
شهد جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث شن الجيش الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت منطقة الحدث والضاحية الجنوبية لبيروت، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان ونزوح جماعي، رغم عدم تسجيل خسائر بشرية حتى اللحظة. وأكدت إسرائيل أن الغارات استهدفت مستودعات صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله، بينما دانت الخارجية اللبنانية بشدة هذه الاعتداءات، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية.
في غزة، أفادت مصادر فلسطينية بأن قصفًا إسرائيليًا استهدف وسط وشمال القطاع، أدى إلى مقتل 51 شخصًا وإصابة 115 آخرين خلال 24 ساعة فقط. وشمل القصف خيمًا للنازحين في خان يونس ودير البلح، ما فاقم المأساة الإنسانية في ظل تحذيرات برنامج الأغذية العالمي من انهيار الوضع الإنساني مع اعتماد مليوني شخص على المساعدات الغذائية.
تطورات خطيرة في ميناء رجائي الإيراني
في إيران، ارتفع عدد ضحايا انفجار ميناء رجائي في بندر عباس إلى 28 قتيلاً، بينما لا يزال ستة أشخاص في عداد المفقودين. وأعلنت السلطات انتهاء عملية إخماد الحريق تقريبًا، مع تأكيد لجنة الأمن القومي في البرلمان عدم وجود صلة عسكرية بالحادث. روسيا أعلنت استعدادها لإرسال طائرات للمساعدة في احتواء آثار الكارثة.
اشتباكات على خط التماس الهندي الباكستاني
تجدد التوتر في إقليم جامو وكشمير، حيث أفادت وسائل إعلام هندية أن الجيش الباكستاني أطلق النار ليلًا عبر خط المراقبة، ورد الجيش الهندي بالمثل باستخدام أسلحة خفيفة. بالتوازي، تبادلت الهند وباكستان إعادة مئات المواطنين العالقين بين البلدين، في خطوة لاحتواء التصعيد، وسط دعوة باكستانية لإجراء تحقيق دولي في الهجوم الأخير بالإقليم.
حراك سياسي بشأن الحرب الأوكرانية
على صعيد الحرب الأوكرانية، أشار الكرملين إلى وجود نقاط توافق مع واشنطن حول تسوية الأزمة، لكنه أكد أن العمل يتم بعيدًا عن الأضواء الإعلامية. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أن التوصل إلى اتفاق سلام لا يزال بعيد المنال، مؤكدًا أن بلاده تمتلك خيارات لمحاسبة من يعرقلون تحقيق السلام. من جانبه، شدد الرئيس الأوكراني على أن استمرار العمليات العسكرية الروسية يثبت عدم كفاية الضغوط العالمية على موسكو.
جهود قطر وتركيا لدعم الاستقرار الإقليمي
وفي مؤتمر صحفي مشترك، أعلن رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية التركي عن تنسيق الجهود بين البلدين لإيجاد حلول لأزمات المنطقة، وعلى رأسها وقف إطلاق النار في غزة، رفع العقوبات عن سوريا، وتعزيز الحوار النووي بين واشنطن وطهران، مشيدين بدور سلطنة عمان في هذا المجال.
مستجدات الملف السوري
أعلنت الرئاسة السورية أن الاتفاق الأخير مع قيادة “قسد” يمثل خطوة إيجابية نحو التهدئة، لكنها حذرت من أي محاولات لتقسيم البلاد أو فرض وقائع انفصالية، مشددة على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والعمل ضمن مؤسسات الدولة.
حوادث أخرى: كارثة في كندا وغارات في اليمن
في كندا، أسفر حادث دهس سيارة لحشد أثناء مهرجان بمدينة فانكوفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة عدد آخرين، في واقعة هزت البلاد. وفي اليمن، شنت طائرات أميركية غارتين جويتين على مديرية سفيان بمحافظة عمران، وسط تصاعد التوترات العسكرية هناك.
خلاصة المشهد
تشير كل هذه التطورات إلى حالة من الغليان الإقليمي والدولي، بين تصعيد عسكري في أكثر من جبهة، ومفاوضات معقدة تسير ببطء بشأن أزمات مستعصية مثل النزاع الأوكراني والتوتر الأميركي الإيراني. وبينما تسعى بعض الأطراف الدولية للتهدئة، تبدو الطريق أمام الحلول السلمية محفوفة بالمخاطر.