اغتيالات حزب الله عبر التاريخ

حزب الله اللبناني، الذي تشكل في أوائل الثمانينات بدعم من إيران، يعتبر واحدًا من أكثر التنظيمات تأثيرًا في لبنان والمنطقة. ومع مرور الوقت، ونتيجة لأدواره العسكرية والسياسية، تم اتهامه بالضلوع في سلسلة من الاغتيالات والعمليات الإرهابية التي طالت شخصيات بارزة في لبنان وخارجه. فيما يلي عرض لأبرز الاغتيالات التي تم نسبها لحزب الله.

1. الهجوم على السفارة الأمريكية في بيروت (1983)

في 18 أبريل 1983، وقع تفجير ضخم استهدف السفارة الأمريكية في بيروت، أدى إلى مقتل 63 شخصًا، من بينهم 17 أمريكيًا. كانت هذه واحدة من أولى الهجمات التي نُسبت إلى حزب الله، رغم عدم وجود دليل قاطع في ذلك الوقت. كان الهدف من الهجوم الضغط على الولايات المتحدة لإنهاء تدخلها العسكري في لبنان.

2. تفجير ثكنة المارينز في بيروت (1983)

في 23 أكتوبر 1983، شهدت بيروت تفجيرين استهدفا ثكنات القوات الأمريكية والفرنسية، مما أدى إلى مقتل 241 من أفراد مشاة البحرية الأمريكية و58 جنديًا فرنسيًا. نُسبت هذه العملية إلى حزب الله الذي كان في تلك المرحلة ناشئًا، بفضل الدعم الإيراني.

3. اغتيال رفيق الحريري (2005)

ربما يكون اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 هو الحدث الأكثر شهرة في سلسلة الاغتيالات التي نُسبت لحزب الله. وقع الهجوم في وسط بيروت بواسطة شاحنة مفخخة، مما أدى إلى مقتل الحريري و21 آخرين. لاحقًا، وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاتهام إلى عناصر من حزب الله بتورطهم في العملية. أحد أبرز المتهمين كان سليم عياش، القيادي في حزب الله، والذي أُدين غيابيًا.

4. جورج حاوي (2005)

جورج حاوي، الزعيم السابق للحزب الشيوعي اللبناني والمعارض لوجود سوريا في لبنان، اغتيل في 21 يونيو 2005 بتفجير سيارته في بيروت. تم اتهام حزب الله بتنفيذ هذا الاغتيال ضمن سلسلة اغتيالات طالت معارضين للهيمنة السورية في لبنان.

5. سمير قصير (2005)

في 2 يونيو 2005، اغتيل الصحفي والسياسي اللبناني سمير قصير بتفجير سيارته. قصير كان معروفًا بمواقفه المعادية لسوريا وحزب الله، وقد نُسبت عملية اغتياله إلى حزب الله نظرًا لمواقفه المعارضة.

6. جبران تويني (2005)

في 12 ديسمبر 2005، اغتيل الصحفي والنائب اللبناني جبران تويني، المعروف بمواقفه المعارضة لحزب الله وسوريا، بتفجير استهدف سيارته. تويني كان رمزًا للصحافة الحرة في لبنان، ومن الشخصيات التي نادت بالاستقلال عن الهيمنة السورية.

7. بيار أمين الجميل (2006)

في 21 نوفمبر 2006، اغتيل وزير الصناعة اللبناني بيار أمين الجميل، وهو عضو بارز في حزب الكتائب المسيحي، بإطلاق النار عليه في ضواحي بيروت. ورغم أن هذا الاغتيال لم يُنسب بشكل مباشر إلى حزب الله، إلا أن الجو السياسي المتوتر في لبنان بين الأحزاب المدعومة من سوريا وحزب الله، جعل أصابع الاتهام تتوجه نحو التنظيم.

8. محمد شطح (2013)

في 27 ديسمبر 2013، اغتيل محمد شطح، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، بتفجير سيارة مفخخة في بيروت. شطح كان من أبرز الشخصيات السياسية المعارضة لحزب الله ومشروعه في لبنان، مما جعل أصابع الاتهام تتجه نحو الحزب، رغم أن التحقيقات لم تُثبت تورطه بشكل قاطع.

9. وسام الحسن (2012)

في 19 أكتوبر 2012، اغتيل العميد وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، بتفجير سيارة مفخخة في بيروت. الحسن كان مسؤولًا عن العديد من التحقيقات الأمنية، بما في ذلك تلك المتعلقة باغتيال رفيق الحريري، وكان معروفًا بمعارضته لحزب الله. رغم عدم وجود دليل قاطع يثبت تورط حزب الله في اغتياله، فإن العديد من المحللين والسياسيين اللبنانيين يشيرون إلى دور الحزب.

10. اللواء فرانسوا الحاج (2008)

اللواء فرانسوا الحاج، أحد الضباط اللبنانيين الذين عُرفوا بمواقفهم المؤيدة للجيش اللبناني ورفضه لتدخل حزب الله في الشؤون العسكرية، اغتيل في ظروف غامضة. يعتقد أن تصفية الحاج كانت جزءًا من استراتيجية حزب الله لتقويض قوة المؤسسات العسكرية اللبنانية التي كانت تعارض تدخلاته.

الاغتيالات التي نُسبت إلى حزب الله تعتبر جزءًا من مشهد سياسي وأمني معقد في لبنان، حيث يلعب التنظيم دورًا رئيسيًا في النزاعات الداخلية والخارجية. ورغم أن بعض هذه الاغتيالات لا تزال قيد التحقيق أو لم يُثبت تورط حزب الله فيها بشكل قاطع، فإن الاتهامات المستمرة تعكس الدور المتزايد للتنظيم في تشكيل المشهد السياسي اللبناني، سواء من خلال العمل السياسي أو من خلال استخدام القوة.

حزب الله، إلى جانب تورطه في الاغتيالات التي ذكرناها سابقًا، تم اتهامه أيضًا بالضلوع في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس 2020، بالإضافة إلى تورطه في عمليات تصفية العديد من الصحفيين والمعارضين لسياساته.

انفجار مرفأ بيروت (2020)

في 4 أغسطس 2020، هزّ انفجار ضخم العاصمة بيروت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف، وتدمير جزء كبير من المدينة. تبين أن الانفجار نجم عن تخزين غير آمن لمادة نترات الأمونيوم في المرفأ، والتي كانت موجودة منذ سنوات دون اتخاذ إجراءات الأمان اللازمة.
رغم أن التحقيقات الرسمية لم تثبت تورط مباشر لحزب الله في الانفجار، إلا أن العديد من المصادر السياسية والإعلامية اتهمت الحزب بأنه كان له دور في التحكم بالمرفأ أو على الأقل كان على علم بوجود المواد المتفجرة. كما أشارت تقارير إلى احتمال استخدام حزب الله لمرفأ بيروت لتهريب الأسلحة والمواد الحساسة الأخرى، مما يزيد من الشكوك حول علاقته بالانفجار. حزب الله نفى مرارًا هذه الاتهامات، وأكد أنه لا علاقة له بمرفأ بيروت ولا المواد التي أدت إلى الانفجار.

لائحة بأسماء الصحفيين والمعارضين الذين تم اغتيالهم

على مر السنين، شهد لبنان سلسلة من الاغتيالات التي طالت شخصيات بارزة، وخاصة الصحفيين والسياسيين الذين انتقدوا حزب الله وسياساته. وإليك لائحة بأبرز هؤلاء:

  1. سمير قصير (2005) – صحفي وسياسي بارز كان من أشد المعارضين للوجود السوري في لبنان وانتقد حزب الله.
  2. جبران تويني (2005) – رئيس تحرير صحيفة “النهار” ونائب لبناني معروف بمواقفه المعادية لحزب الله.
  3. رفيق الحريري (2005) – رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، اغتياله كان نقطة تحول رئيسية في المشهد السياسي اللبناني، واتُهم حزب الله لاحقًا بالضلوع فيه.
  4. بيار أمين الجميل (2006) – وزير الصناعة اللبناني وأحد زعماء حزب الكتائب، اغتياله وقع في ظل تصاعد التوتر السياسي.
  5. وليد عيدو (2007) – نائب في البرلمان اللبناني ومعارض لسوريا وحزب الله.
  6. أنطوان غانم (2007) – نائب لبناني من حزب الكتائب، اغتيل بتفجير سيارة مفخخة في بيروت.
  7. وسام الحسن (2012) – مسؤول أمني بارز كان على علاقة وثيقة برئيس الوزراء سعد الحريري وكان خصمًا لحزب الله.
  8. محمد شطح (2013) – مستشار سياسي لسعد الحريري وأحد أبرز المعارضين لحزب الله.
  9. لقمان سليم (2021) – ناشط شيعي ومعارض لحزب الله. كان ناقدًا صريحًا للحزب وسياساته في لبنان، وتم العثور عليه مقتولًا بالرصاص في جنوب لبنان، مما أثار الشكوك حول دور الحزب في اغتياله، رغم نفيه.

يتهم حزب الله بتنفيذ أو الضلوع في سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت معارضيه من الصحفيين والسياسيين، فضلاً عن التورط المحتمل في انفجار مرفأ بيروت، مما يعزز المخاوف حول دوره في الحياة السياسية والأمنية في لبنان. وعلى الرغم من نفي الحزب الدائم لهذه الاتهامات، إلا أن العديد من الدلائل والشهادات تظل تثير الشكوك حول مسؤولياته في هذه الأحداث المأساوية.

Join Whatsapp