في تطور مفاجئ للصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقتل يحيى السنوار، قائد الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة، خلال اشتباكات مسلحة مع قوات مشاة إسرائيلية في منطقة تل السلطان برفح، مما يفتح الباب أمام تحولات كبيرة في المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.
وكالة أسنا للأخبار ASNA – في تطور دراماتيكي للصراع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، خلال اشتباكات مع وحدة مشاة من الجيش الإسرائيلي في منطقة تل السلطان برفح. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن السنوار كان يرتدي جعبة عسكرية وكان برفقته قيادي ميداني آخر عندما وقع الاشتباك. يأتي هذا الحدث كجزء من عملية واسعة نفذتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث تم القضاء على ثلاثة مقاتلين يُعتقد أن أحدهم هو السنوار.
مقتل السنوار: تأكيدات رسمية
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، في رسالة لوزراء الخارجية حول العالم، مقتل السنوار واعتبر أن هذا الاغتيال يشكل فرصة لتغيير كبير في غزة. أكد الجيش الإسرائيلي أيضًا في بيان رسمي أن القوات تمكنت من قتل السنوار، مشيرًا إلى أن العملية التي أدت إلى مقتله لم تكن تستهدفه بشكل خاص، ما زاد من الدهشة حتى بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين.
وقد أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال تفقده للحدود مع غزة، إلى أن إسرائيل أنهت “حسابًا طويل الأمد” مع السنوار، مؤكدًا أن العملية هي رسالة قوية لأهالي القتلى والمختطفين بأن إسرائيل تفعل كل شيء لأجلهم. في سياق متصل، أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عن ضرورة استغلال هذا التطور من أجل تحقيق تقدم في ملف المختطفين لدى حماس.
خلفية عسكرية: يحيى السنوار
وُلد يحيى السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس بقطاع غزة، وكان أحد مؤسسي حركة حماس والجناح العسكري لها، كتائب عز الدين القسام. لعب السنوار دورًا حاسمًا في بناء القدرات العسكرية للحركة، بما في ذلك تطوير شبكة الأنفاق والصواريخ، الأمر الذي جعله هدفًا رئيسيًا لإسرائيل طوال فترة نشاطه.
اعتقل السنوار عام 1988 وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره في عمليات ضد الجنود الإسرائيليين، إلا أنه أُطلق سراحه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، ليصبح منذ ذلك الحين قائدًا عسكريًا لحماس في غزة. تحت قيادته، شهدت غزة عدة جولات من التصعيد العسكري مع إسرائيل، وكانت له اليد الطولى في تنظيم الهجمات التي تستهدف المدن الإسرائيلية.
مسؤوليته عن أحداث 7 أكتوبر:
كان للسنوار دور محوري في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وهو الهجوم الذي وصف بأنه من أعنف المواجهات بين الطرفين منذ سنوات. الهجوم شمل اختراق الحدود الإسرائيلية واحتجاز عدد من الجنود والمدنيين كرهائن، مما أثار قلقًا دوليًا كبيرًا ودفع إسرائيل إلى الرد بعمليات عسكرية مكثفة في قطاع غزة.
الهجوم الذي قاده السنوار أثار غضبًا واسعًا في إسرائيل، حيث تزايدت الدعوات داخل الحكومة الإسرائيلية لاستهداف قادة حماس بشكل مباشر. ويعتبر الكثيرون أن هذا الهجوم هو الذي أدى في النهاية إلى تصعيد العنف في المنطقة، وانتهى بمقتل السنوار في الاشتباكات الأخيرة.
تأثير مقتل السنوار:
يُنظر إلى مقتل يحيى السنوار على أنه ضربة قوية لحماس، ومن المحتمل أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في المشهد السياسي والعسكري في غزة. تعتبر إسرائيل أن اغتياله يخلق فرصة جديدة لإعادة المختطفين المحتجزين لدى حماس، حيث طالب أهالي الأسرى الحكومة الإسرائيلية بالاستفادة من هذا الحدث للتوصل إلى اتفاق فوري لإعادة ذويهم.
كما أشارت تقارير إلى أن مقتل السنوار قد يفتح الباب أمام تغييرات في القيادة داخل حماس، ويطرح تساؤلات حول قدرة الحركة على مواصلة التصعيد في غياب قائدها العسكري البارز.

مع مقتل يحيى السنوار، يدخل الصراع بين إسرائيل وحماس مرحلة جديدة. بينما تحتفل إسرائيل بهذا الانتصار، تنتظر المنطقة والعالم معرفة التأثيرات طويلة المدى لغياب أحد أبرز قادة حماس. من جهة، قد يؤدي ذلك إلى تراجع في قدرة الحركة على شن هجمات واسعة النطاق، ومن جهة أخرى، قد يؤدي إلى تصعيد إضافي مع تزايد الضغوط الدولية لحل مسألة الرهائن وتحقيق تهدئة طويلة الأمد.