اغتيال خامنئي مطروح على لائحة نتنياهو

منذ اندلاع العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة ضد إيران، تحول الشرق الأوسط إلى مسرح لأخطر مواجهة مباشرة بين دولتين لطالما خاضتا صراعات بالوكالة. تقود إسرائيل هذه الحرب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أطلق سلسلة هجمات نوعية تهدف إلى تدمير البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية. وقد صرّح مرارًا بأن هذه الحرب “وجودية”، و”لا يمكن السماح لطهران بامتلاك السلاح النووي”.

تفاصيل الضربات: اغتيالات وتفجيرات عمق الأراضي الإيرانية

خلال أيام قليلة، تم تنفيذ سلسلة من العمليات المعقدة داخل الأراضي الإيرانية:

  • مقتل ما لا يقل عن 14 عالمًا نوويًا إيرانيًا، وفقًا لمصادر رويترز، بعضهم اغتيل بتفجير سيارات مفخخة.
  • قصف منشآت استراتيجية كمفاعل نطنز ومفاعل أصفهان، الذي أكد نتنياهو أنه “بدونه لا يمكن الوصول لسلاح نووي”.
  • استهداف طائرة تزويد بالوقود في مطار مشهد، على مسافة 2300 كيلومتر من إسرائيل، في ضربة وُصفت بأنها “الأبعد في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي”.
  • تصفية قائد الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني.
  • تدمير صواريخ أرض-أرض ومنشآت باليستية تُستخدم في دعم الحوثيين وحزب الله، بحسب تل أبيب.

إسرائيل أعلنت صراحة أن الهدف هو “محو قدرات النظام الإيراني على إبادتنا”، حسب متحدث عسكري، فيما اعتبر رئيس الأركان أن العمليات “تغير الواقع الاستراتيجي” وتُرسّخ أمن الدولة العبرية.

ردود الفعل الإيرانية والدولية

رغم إطلاق إيران عدة صواريخ باتجاه إسرائيل، أعلنت الأخيرة اعتراض معظمها، واستمرار تفوقها الجوي في العمق الإيراني. في المقابل، تعاني طهران من نزيف أمني وعسكري واضح.

أما دوليًا، فأشارت تقارير Axios إلى محاولات من البيت الأبيض – بضغط من الرئس ترامب – لمنع تصعيد الحرب، وإحياء مفاوضات الاتفاق النووي. لكن الحرب جعلت ملف غزة والرهائن “ثانوياً” في أجندة إسرائيل، وفق صحيفة هآرتس.

دور المفاجأة والمخابرات: عنصر النجاح الإسرائيلي

بحسب تصريحات نتنياهو، فإن الهجوم على إيران كان مبنيًا على عنصر المفاجأة، مستفيدًا من تغطية علنية “خادعة” من الرئيس ترامب الذي طلب من إسرائيل عدم الهجوم “وهو يعلم أنها ستهاجم”.

وقد دلّت الاستخبارات الإسرائيلية على تحركات إيرانية لنقل الأسلحة النووية إلى الحوثيين، مما عجّل بقرار الحرب. ويعتقد نتنياهو أن الضربات أعادت البرنامج النووي الإيراني “سنوات إلى الوراء”.

السيناريو المفصلي: ماذا لو تم اغتيال المرشد الأعلى؟

المرشد الأعلى علي خامنئي يُعد حجر الأساس في النظام الإيراني، دينيًا وعسكريًا وسياسيًا. اغتياله – إن حدث – قد يفتح الباب لأربعة سيناريوهات محورية:

  1. فراغ في القيادة: رغم وجود مجلس الخبراء، إلا أن غياب شخصية تجمع بين الرمزية الدينية والسيطرة العسكرية مثل خامنئي قد يخلق فوضى انتقالية ويضعف قبضة النظام.
  2. تصاعد الصراع الداخلي: قد يتفاقم الصراع بين الحرس الثوري والتيار الإصلاحي، أو بين رجال الدين والحرس، مما يُسرّع عملية تفكك السلطة المركزية.
  3. تدخل خارجي وفرصة للمعارضة: من الممكن أن تستغل قوى المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج هذه اللحظة لشن احتجاجات أوسع وربما بدعم غربي وعربي لإسقاط النظام.
  4. احتمالية انقلاب عسكري: في حال ضعف القيادة السياسية والدينية، قد يتدخل الحرس الثوري نفسه لفرض سيطرة مباشرة على البلاد، مما ينقل إيران من نظام ديني إلى عسكري صريح.

هل يمكن قلب النظام الإيراني؟

نظريًا، نعم. فالنظام – رغم قسوته الأمنية – يعاني من تراكمات اقتصادية، عزلة دولية، غضب شعبي، وانقسامات داخل النخبة. وإذا ترافقت الضربات الخارجية مع فقدان رأس النظام، وتوفر دعم دولي لمعارضة موحدة، فإن انهيار النظام قد يتحول من احتمال إلى واقع.

ومع ذلك، يظل الحرس الثوري قوة مدججة ومنظمة، وقد يسعى لحماية النظام أو تحويله لصالحه. فالسؤال ليس فقط هل يمكن إسقاط النظام؟ بل ما البديل؟ — وهو ما سيحدد طبيعة ما بعد خامنئي: فوضى أم تحول ديمقراطي.

ما بدأ كعملية عسكرية إسرائيلية محدودة ضد منشآت نووية، تحول إلى زلزال جيوسياسي قد يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. نتنياهو يقود الحرب باعتبارها معركة “لا خيار فيها” لمنع هولوكوست نووي جديد. لكن اغتيال شخصية كخامنئي قد يكون الشرارة الكبرى نحو تفكك النظام الإيراني… أو تحوّله من عمامة إلى بزّة عسكرية.

هل العالم مستعد لهذا التحول؟ الأيام القادمة ستجيب.

Join Whatsapp