التحركات الأمريكية والدولية: قراءة في المستجدات السياسية والاقتصادية
تشهد الساحة الدولية حراكًا مكثفًا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث تبرز الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في توجيه سياسات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتعزيز الجهود الدفاعية، فضلًا عن اتخاذ خطوات اقتصادية لحماية مصالحها القومية. وفيما يلي نستعرض أبرز المستجدات السياسية والاقتصادية التي شهدتها الأيام الأخيرة.
الضغط الأمريكي على الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن جهود تبذلها واشنطن لدفع أعضاء حلف الناتو نحو زيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز القدرات الدفاعية للحلف في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، خاصة مع التوترات الجيوسياسية في أوروبا وآسيا.
وبالرغم من ذلك، تشير المصادر إلى أن هناك شبه إجماع يتشكل بين أعضاء الحلف للتحرك نحو هدف إنفاق أقل يبلغ 3.5%. وتعكس هذه التحركات حرص الدول الأعضاء على تلبية المتطلبات الدفاعية دون الإضرار بالاقتصادات الوطنية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية.
العقوبات الأمريكية على إيران
في سياق آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران. تأتي هذه العقوبات ضمن استراتيجية تهدف إلى تقويض الأنشطة التي تعتبرها واشنطن معادية للمصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة. وتُعَدُّ هذه الخطوة جزءًا من سياسة الضغط القصوى التي انتهجتها الولايات المتحدة منذ سنوات.
المكالمة الهاتفية بين ترامب والسيسي
من جهة أخرى، أجرى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مكالمة هاتفية وصفها بأنها جيدة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تناولت الوضع في غزة والتقدم ضد الحوثيين. كما تطرقت المحادثة إلى الحلول الممكنة والاستعدادات العسكرية المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط.
التصعيد ضد الحوثيين
وفيما يتعلق بالصراع في اليمن، أعلن البيت الأبيض أن الضربات الجوية ضد الحوثيين ستستمر حتى استعادة حرية الملاحة في المنطقة. كما أكدت الإدارة الأمريكية على أن إيران أصبحت ضعيفة نتيجة لهذه الهجمات، وتمكنت القوات الأمريكية من القضاء على قادة حوثيين رئيسيين.
السياسات الاقتصادية والتجارية الأمريكية
أعلن البيت الأبيض عن حزمة من السياسات الاقتصادية التي تستهدف تعزيز التنافسية الأمريكية، حيث تعهد الرئيس ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية على الشركات التي تختار الاستثمار والتصنيع داخل الولايات المتحدة. كما أكد البيت الأبيض أن تصنيع المنتجات محليًا سيعفي الشركات من الرسوم الجمركية، مما يعزز جذب الاستثمارات الأجنبية.
الرسوم الجمركية والقدرة التنافسية
يتوقع أن يتم الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة قريبًا، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى حماية الأجيال المقبلة من التحديات الاقتصادية العالمية. وتشير التصريحات إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الالتزام بتحقيق الأمن الاقتصادي وتعزيز التصنيع المحلي.
يبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى لتوحيد الجهود الدفاعية في إطار الناتو وزيادة الإنفاق العسكري، بالتزامن مع اتخاذ خطوات اقتصادية تهدف إلى حماية الصناعات المحلية وتعزيز الاستثمار. ومن جهة أخرى، تستمر الضغوط على إيران والحوثيين، مما يشير إلى سياسة حازمة تهدف إلى تأمين المصالح الأمريكية في الداخل والخارج.