شهدت الساحة السياسية والدبلوماسية خلال الساعات الأخيرة موجة من التصريحات والمواقف المتباينة، حيث برزت عدة ملفات ساخنة، من بينها الصراع في غزة، والتحركات الإسرائيلية في الجولان، والاتفاقات الأميركية بشأن أوكرانيا، إلى جانب القلق الدولي من تطورات التسليح الروسي والإيراني.
مايك هاكابي وسياسته المتشددة تجاه غزة وإيران
أكد مايك هاكابي، المرشح لمنصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، موقفه الصارم من حركة حماس، مشددًا على أنه “سيفعل كل ما بوسعه لضمان عدم وجود مستقبل لحماس في غزة”، واصفًا إياها بالمنظمة الإرهابية التي يجب التعامل معها وفق هذا التصنيف. كما أشار إلى أن إطلاق سراح الأسير الأمريكي المحتجز في غزة هو “الأولوية الأهم” التي ينبغي معالجتها فورًا.
وفي موقف قد يزيد من التوترات الإقليمية، صرّح هاكابي بأنه سيدعم اعتبار الضفة الغربية جزءًا من إسرائيل، ما قد يؤدي إلى ردود فعل فلسطينية ودولية غاضبة، خاصة مع تعثر أي جهود نحو حل الدولتين.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، أوضح أن الرئيس دونالد ترامب يدرك خطورة امتلاك إيران لسلاح نووي، مؤكدًا أن منعه عبر اتفاق دبلوماسي هو الخيار الأفضل مقارنة بضربة عسكرية. كما أشار إلى أن ترامب يسعى لتحقيق ما وصفه بـ “سلام توراتي” في الشرق الأوسط، وهو مصطلح قد يثير جدلاً واسعًا حول طبيعة السلام الذي تسعى له الإدارة الأمريكية.
مواقف دولية من الوضع في سوريا ولبنان
في سياق متصل، دعت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن سلطات سوريا المؤقتة وحكومة لبنان إلى التعاون لمنع أي صدام عسكري، مشددة على ضرورة منع عودة الإرهابيين المدعومين من إيران إلى سوريا.
من جهتها، أعربت مندوبة بريطانيا في مجلس الأمن عن قلقها من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، الذي أشار إلى أن وجود إسرائيل في منطقة الفصل ومرتفعات الجولان سيستمر طويلاً. كما طالبت بريطانيا إسرائيل بـ تقديم جداول زمنية واضحة لانسحابها بما يتماشى مع القانون الدولي، وهو ما يعكس تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل في هذا الملف الحساس.
البيت الأبيض وأوكرانيا: اتفاقات لضمان الملاحة الآمنة وحظر الضربات
في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن المباحثات مع واشنطن في الرياض أسفرت عن اتفاق جميع الأطراف على ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود، في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر الناجمة عن المواجهة بين روسيا وأوكرانيا في هذه المنطقة الاستراتيجية.
كما أكد البيت الأبيض أنه تم الاتفاق مع أوكرانيا على وضع تدابير لتنفيذ الاتفاق بين الرئيس ترامب والرئيس زيلنسكي بشأن حظر الضربات ضد المنشآت الحيوية للطاقة في روسيا وأوكرانيا، ما قد يسهم في الحد من التصعيد العسكري بين الجانبين.
قلق استخباراتي من التهديدات الروسية والصينية
في تقرير جديد، كشفت الاستخبارات الأمريكية عن عدة تهديدات تواجه الأمن القومي الأمريكي، أبرزها:
- عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحًا نوويًا، ما قد يؤثر على النقاشات الدائرة بشأن فرض مزيد من العقوبات على طهران.
- اعتبار الصين التهديد العسكري الأكبر للولايات المتحدة.
- تأكيد أن روسيا تطور قمرًا صناعيًا يحمل رأسًا نوويًا، الأمر الذي قد يكون له عواقب مدمرة على أمريكا والعالم.
الملف الإنساني في غزة وسوريا
على الجانب الإنساني، دعت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة المجتمع الدولي إلى التحرك سريعًا لمساعدة سكان القطاع، قائلة: “كفى، عليكم التصرف”، في إشارة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية هناك.
وفي سوريا، شدد المبعوث الأممي على ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والزراعة، في خطوة يرى فيها البعض محاولة لتخفيف الضغط الاقتصادي على البلاد.
من ناحية أخرى، أكدت المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن على أهمية عملية سياسية شاملة في سوريا تراعي حقوق الأقليات، مشيرة إلى أن اتفاق الحكومة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية قد يكون خطوة أولى نحو استقرار البلاد، مع التأكيد على ضرورة تفكيك الوحدات العسكرية السورية التي تضم مقاتلين أجانب.