Trump politics breaking news

وكالة أسنا للأخبار ASNA

زيارة مرتقبة للرئيس ترمب وتوجهات السياسة الأمريكية

في سلسلة من التصريحات العاجلة، رسم البيت الأبيض ملامح المرحلة المقبلة من السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترمب، والذي أعلن عن زيارة مرتقبة الأسبوع المقبل إلى كل من السعودية وقطر والإمارات، في إطار جولة إقليمية ذات دلالات استراتيجية واقتصادية وأمنية عميقة.

زيارة الخليج: بوابة إلى “العصر الذهبي”

أكد البيت الأبيض أن جولة الرئيس ترمب تأتي في سياق الانتقال إلى “العصر الذهبي” للعلاقات الدولية، في ظل تطلعات أمريكية لإعادة صياغة النفوذ والتعاون مع الحلفاء الخليجيين. ويُنتظر أن تشمل الزيارة ملفات الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والتعاون العسكري، لا سيما أن ترمب عبّر عن تطلعه لزيارة القاعدة الجوية الأمريكية في قطر، في إشارة إلى الأهمية العسكرية المتزايدة للخليج في استراتيجيات واشنطن الدفاعية.

مواجهة التحديات الأمنية: إيران واليمن وإسرائيل

طغى الملف الإيراني على تصريحات المستشار ويتكوف، الذي شدد على ضرورة تفكيك المنشآت النووية الإيرانية الثلاث في نطنز وفوردو وأصفهان، معتبراً أن إيران أصبحت أكثر هشاشة مما كانت عليه قبل عقد من الزمن. وفي الوقت ذاته، أكد أن أي اتفاق قادم يجب أن يضمن إنهاء كامل لأي برنامج تخصيب لليورانيوم. وتأتي هذه التصريحات تزامناً مع تحذيرات من هجمات إسرائيلية مكثفة في اليمن تستهدف الحوثيين، في ظل الدعم الإيراني المتزايد لهم.

وفي سياق متصل، أوضح البيت الأبيض أن الرئيس ترمب وفريقه يركزون على ضمان عدم وصول المساعدات الموجهة لغزة إلى حركة حماس، مع استمرار التنسيق مع إسرائيل حول ملف الرهائن.

التصعيد بين الهند وباكستان: دبلوماسية الوساطة

أبدى ترمب حرصه على خفض التصعيد بين الهند وباكستان، حيث أفادت التقارير بتواصل مستمر بين وزير الخارجية ماركو روبيو والقيادات في البلدين. هذا التحرك يعكس دور واشنطن كوسيط دولي في المناطق المتوترة، في مسعى للحفاظ على الاستقرار في جنوب آسيا.

الاقتصاد والتجارة: الرسوم الجمركية والمفاوضات التجارية

على الصعيد الاقتصادي، كشفت التصريحات عن توجه إدارة ترمب إلى الإبقاء على رسوم جمركية بنسبة 10% كحد أدنى، مع تأكيد أن بعضها سيكون أعلى بكثير، في خطوة تهدف إلى حماية السوق الأمريكي وإعادة توزيع الثروات عبر رفع الضرائب على الأثرياء. كما أعلن ترمب عن اقتراب توقيع 4 إلى 5 اتفاقيات تجارية جديدة، مشيدًا بالاتفاق الأخير مع بريطانيا الذي يمنح الشركات الأمريكية وصولاً غير مسبوق إلى السوق البريطانية.

وفيما يخص العلاقات التجارية مع الصين، قال البيت الأبيض إن المحادثات مستمرة، وأن ترمب لن يخفض الرسوم بشكل أحادي دون تنازلات من بكين. وهو ما يعكس استمرار سياسة “الضغط المتبادل” كأساس للتفاوض.

الهجرة: محفزات جديدة للمغادرة الطوعية

في الشأن الداخلي، كشفت الإدارة الأمريكية عن برنامج جديد لتحفيز المهاجرين غير النظاميين على مغادرة البلاد طوعياً، في إطار استراتيجية أكثر صرامة تجاه ملف الهجرة، وهو ما ينسجم مع الخطاب المتشدد الذي تبناه ترمب في حملاته الانتخابية.

روسيا وأوكرانيا: دور الوساطة وفرض العقوبات

وعلى جبهة شرق أوروبا، تزامنت التصريحات مع تحذير السفارة الأمريكية في كييف من هجوم جوي كبير محتمل، بينما تحدثت مصادر عن مفاوضات أوروبية-أمريكية لفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم تُقدم تنازلات بشأن أوكرانيا. من جانبه، رحب الكرملين بأي جهود أمريكية للتسوية، مشيراً إلى دعم هدنة مدتها 30 يوماً، في وقت يتصاعد فيه التوتر بسبب الهجمات بالطائرات المسيرة.

إدارة ترمب بين الحزم والتفاوض

تكشف هذه الحزمة من التصريحات عن توجه أمريكي يقوم على الحزم في الملفات الأمنية (إيران، الصين، الهجرة) والمناورة الدبلوماسية في مناطق التوتر (الهند، باكستان، أوكرانيا)، إلى جانب توظيف الأدوات الاقتصادية كسلاح ضغط سياسي واستراتيجي. ومع اقتراب زيارة ترمب للمنطقة الخليجية، يبدو أن الإدارة الأمريكية تستعد لتكريس مرحلة جديدة من التحالفات والشروط السياسية، تسعى من خلالها إلى ترسيخ مكانة الولايات المتحدة كقوة لا غنى عنها في موازين العالم الجديد.

Join Whatsapp